أشادت وزارة الأسرى والمحررين اليوم ، بالمرأة الفلسطينية عامة وبدورها المميز على كافة الصعد ، باعتبارها مفخرة للشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والإسلامية جمعاء ، و التي قدمت نفسها بصور متعددة ، فظهرت بصورة الأم المثالية الصابرة التي علمت أبنائها وربتهم تربية حسنة رغم قساوة الظروف وبشاعة ممارسات الإحتلال ، وأرضعتهم حليب الثورة والمقاومة ، وكانت شريكة للرجال في كافة الأزمنة والمواقع وشاركته النضال بكافة أشكاله ، وقدمت من بين صفوفها الشهيدة والأسيرة والجريحة والمبعدة الحالمة بالعودة
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف اليوم الثامن من آذار ، أصدرت وزارة الأسرى والمحررين ، تقريراً سلطت الضوء فيه بشكل خاص على الفلسطينيات الأسيرات في سجون الإحتلال ، أعده الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء فيها عبد الناصر عوني فروانة ، أكد من خلاله أن قوات الإحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ العام 1967 ولغاية اليوم أكثر من عشرة آلاف مواطنة فلسطينية بمختلف الفئات والأعمار ، منهن قرابة ( 720 ) مواطنة اعتقلن خلال انتفاضة الأقصى ، لا يزال منهن ( 102 ) مواطنة قيد الإعتقال في سجون وزنازين الإحتلال .وتابع أن سياسة اعتقال الفتيات والنساء واحتجازهن والتنكيل بهن ، هي سياسة قديمة بدأت مع بدايات الإحتلال لفلسطين ، ولم تقتصر على حقبة معينة ، لكنها تصاعدت خلال انتفاضة الأقصى
مبيناً أن سياسة اعتقال أمهات وزوجات وأخوات المطلوبين والمعتقلين ، هي الأخرى قد تصاعدت خلال إنتفاضة الأقصى كشكل من أشكال العقاب الجماعي ، بهدف الضغط على المطلوبين لاجبارهم على تسليم أنفسهم ، ولإجبار المعتقلين على تقديم الإعترافات .و في أحيان أخرى هددوا بعض الأسيرات الأمهات باعتقال أطفالهن للضغط عليهن بهدف نزع اعتراف منهن
وأعرب فروانة عن قلقه بسبب استمرار احتجازهن ، لا سيما وأن ظروف الإحتجاز في غاية القسوة والبشاعة ، ودعا المجتمع الدولي للتحرك من أجل الإفراج عنهن ، وعودتهن الى أسرهن وأبنائهن
وقال فروانة اليوم الثامن من آذار ، تحتفل نساء العالم بيوم المرأة العالمي، و يتقبلن التهاني والهدايا ويشاركن في المؤتمرات ، ويتفنن في ابتداع أشكال الفرحة والإحتفال في هذا اليوم الذي خصصه العالم لتكريم المراة أينما كانت ، والتضامن معها ودعم نضالها المشروع لتحسين اوضاعها وانتزاع حقوقها ، بينما العشرات من نساء وفتيات وأمهات فلسطين ، يقبعن في زنازين الإحتلال ويعانين من ويلات وممارسات سجانيه القهرية
وتابع أن هناك الآلاف بل قد يتجاوزن عشرات الآلاف من أمهات وزوجات وشقيقات الأسرى ما زلن يعانين من مرارة الفراق والحرمان من الزيارات والانتظار الذي طال أمده ، وأن من بين الأسيرات من لهن أزواج أو أشقاء معتقلين أيضاً في سجون أخرى ، وترفض ادارة السجون تبادل الزيارات فيما بينهم.
وأكدت الوزارة في تقريرها أن كل من تم اعتقالهن ، تعرضن للإهانة النفسية أو الجسدية أو الإثنتين معاً ، وأحياناً للتحرش الجنسي أيضاً ، ولصنوف مختلفة من التعذيب وبدرجات متفاوتة ، وزج بهن في زنازين وغرف التحقيق لأيام طوال تصل في بعض الأحيان لبضعة شهور ، قبل نقلهن الى أقسام السجون المظلمة ذات الظروف القاسية أو اطلاق سراحهن ، و لا يزال منهن رهن الاعتقال (102) أسيرة ، وجميعهن اعتقلن خلال انتفاضة الأقصى، منهن ( 98 ) معتقلة من المحافظات الشمالية والقدس ، و( 4 ) أسيرات من المحافظات الجنوبية ، بينهن ( 4 ) أسيرات قاصرات لم تتجاوز أعمارهن الـ 18 عاماً ، فيما بينهن العديد من الأمهات والأرامل والطالبات ، وأيضاً نائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني هي د.مريم صالح
وحول طبيعة اعتقالهن أوضح التقرير أن ( 51 ) معتقلة محكومة بعضهن محكوم عليهن بالسجن المؤبد لمرة واحد أو لعدة مرات ، و( 45 ) معتقلة موقوفة و( 6 ) معتقلات رهن الإعتقال الإداري .وذكر التقرير أن أربعة أسيرات قد وضعت كل منهن مولودها في السجن خلال انتفاضة الأقصى ، ودون توفير الظروف المناسبة وفي ظل انعدام الرعاية الطبية ودون السماح لأي من ذويهن بمرافقتهن والوقوف بجانبهن في المستشفى أثناء عمليات الولادة ، وهن: ميرفت طه ومنال غانم ، وسمر صبيح ، وفاطمة الزق التي لا تزال رهن الإعتقال مع طفلها \"
يوسف \" ، فيما شهدت السنوات التي سبقت الإنتفاضة حالات أخرى وبظروف مماثلة .
معاناة الأسيرات وأضاف تقرير الوزارة ان أوضاع الأسيرات في تدهور مستمر وخطير ، حيث يتعرضن لحملة قمعية منظمة من قبل ادارة مصلحة السجون دون مراعاة لجنسهن أو احتياجاتهن الخاصة ، طالت مجمل مناحي حياتهن وظروفهن ، ومُست بكرامتهن وشرفهن ، وزُج ببعضهن في زنازين العزل الانفرادية لشور وسنوات ، ولا تزال تلك الحملة مستمرة ، وأشكال معاناتهن متعددة وفي تصاعد مستمر
معاناة الأسيرات وأضاف تقرير الوزارة ان أوضاع الأسيرات في تدهور مستمر وخطير ، حيث يتعرضن لحملة قمعية منظمة من قبل ادارة مصلحة السجون دون مراعاة لجنسهن أو احتياجاتهن الخاصة ، طالت مجمل مناحي حياتهن وظروفهن ، ومُست بكرامتهن وشرفهن ، وزُج ببعضهن في زنازين العزل الانفرادية لشور وسنوات ، ولا تزال تلك الحملة مستمرة ، وأشكال معاناتهن متعددة وفي تصاعد مستمر
الإعتقال امتد ليطال الأموات منه وأكد فروانة أن الأمر لم يعد مقتصراً على الأحياء منهن ، بل تجاوز ذلك ، وأقدمت سلطات الإحتلال على اعتقال العديد من المواطنات بعد استشهادهن كعقاب لهن على ما ارتكبوه من عمليات بطولية ، ولا زالت تحتجز العديد من جثامينهن الطاهرة في الثلاجات أو في مقابر الأرقام الجماعية ، وترفض الإفراج عنهن ، أمثال الشهيدات آيات الأخرس ، دلال المغربي ، دارين أبو عيشة ، وفاء ادريس ، هنادي جرادات ، هبة ضراغمة وغيرهن الكثيرات ، وتعتبر دولة الإحتلال الاسرائيلي هي الوحيدة في العالم التي تعاقب الإنسان بعد موته ، الأمر الذي يخالف كل الأعراف الدولية والقيم الإنسانية والأخلاقية والشريعة الإسلامية
مناشدةوناشد فروانة في تقريره كافة المؤسسات المحلية والعربية الفاعلة والناشطة في مجال المرأة الى ايلاء قضية الأسيرات المزيد من الإهتمام وتوثيق تجاربهن وقصصهن المؤلمة ، واطلاع نساء العالم والمؤسسات الدولية الناشطة في هذا المجال على معاناة المرأة الفلسطينة عامة والأسيرة خاصة ، وكل من هي متأثرة من السجن والإعتقال وآثارهما كأمهات الأسرى وزوجاتهم وشقيقاتهم وبناتهم
No comments:
Post a Comment