Thursday, March 13, 2008

بيت لحم تأكل كبدها


اخر واهم ما قاله الشهداء ، حين زاروا مقر معا قبل سويعات من اغتيالهم

محمد شحادة - ابو شحادة - من امراء الجهاد الاسلامي في فلسطين - جلس قليلا وسارع لتقبيل الحاضرين بحرارة وثقة وكان يحمل بندقيته ( MP5) وكأنما يحتض ولدا من اولاده ، ثم طلب ان نضع له فنجان القهوة في كاس من البلاستيك ليشربه وهو في السيارة ، وردا على أسئلتنا التي انهمرت عليه مثل المطر قال " انا حزين جدا لانهم هدموا بيتي الذي نشات وترعرعت فيه منذ صغري ، وهذا البيت غالي على قلبي " . ثم اردف يقول ( انهم لا يريدوننا احياء لا يريدون اعتقالنا انهم يريدون قتلنا وعليكم انتم كصحافيين ان تعرفوا انهم لا يريدون حل مشكلة المطاردين بل اعدام المطاردين لذلك لن اسلم نفسي وارجوك لا تتحدث لي عن الحياة فأنا لا اريد ان اضعف اريد ان اموت وانا قوي ومؤمن بالله وقدره وبصراحة لا اريد ان اعود الى السجن ) . وامام الحضور قال لي : قل مرة اخرى ماذا اعني لك انا ؟ قلت انت جان فالجان فلسطين فضحك كثيرا وغاب وهو يضحك ، وقال يعجبني ان صحافي يعطيني هذا التشبيه


احمد البلبول ( ابو محمد ) الرجل الذ سخر دائما من الموت ، بل كان يلعب بالموت مثلما يلعب ضابط بمسدسه بكل ثقة .كان يحب اولاده لدرجة انه كان يحملهم معه في السيارة وهو مطارد ، كان يحب الحياة لانها من حقه وحق اسرته ، متابع من الدرجة الاولى ، ومنتمي لقضيته بقناعة ، ذات يوم شاهد رجل يعتدي على امرأة عجوز في شوارع البلدة القديمة ببيت لحم فاطلق الرصاص فوق رأس الرجل وقال له : لا تعتقد ان بيت لحم خلت من رجالها .وكان البلبول يتعجب دائما لماذا لم يتم ادراج اسمه في قوائم العفو عن المطاردين ، واشتكى امامي عدة مرات ان ضابط مخابرات من الشاباك ( معروف بالاسم ) يتصل به على هاتفه النقال ويهدده بالموت . البلبول قام بتسجيل مكالمة لضابط الشاباك وهو يهدده بالقتل ووكالة معا ستحاول الحصول على هذا التسجيل لتقديمه كاثبات على القتل المتعمد



عيسى مرزوق - عضو بلدية منتخب في بيت لحم ، هادئ واثق ، غير متردد ، احب محمد شحادة ونشطاء الانتفاضة لدرجة انه لازمهم وعاش معهم في الكهوف ، وبالاضافة الى ثقافته المتميزة وثقته بنفسه ، كان عيسى مناضلا مؤمنا لا يشق له غبار ، اكثر ما يؤلمه الظلم ، وكان لا يتردد في دخول اي معركة مع اي كان للدفاع عن مظلوم


عماد الكامل - شاب في اوج الحياة والانتماء ، يشبه الخيل الاصيل وهو من عائلة وطنية أصيلة ، كان خير رفيق للقائد ابو شحادة . عاشوا اصدقاء وماتوا اصدقاء ، ونحن بقينا نشرب الحسرة والالم ونتذكر الجرح الاحمر ، قتلهم "المستعربون" ولا يزال البعض فينا "مستغربون"
From Ma'an News

No comments: