Friday, May 9, 2008

ما لم يقله السيد: أزيحوا الدولة العربية يكون النصر

عادل سمارة

كعادته، كان السيد حسن نصر الله، واضحاً ومتماسكاً، كما هي المقاومة، أو كما يجب أن تكون عليه المقاومة المنتصرة، وليس المقاومة المرتشية. فحينما يكون المشروع واضحاً، لا بد أن تكون المواقف واضحة

هناك الكثير مما لم يقله سيد المقاومة، وبما ان المرحلة هي مرحلة المقاومة، فالمقاومة سيدة المرحلة. وهذا يعني تناقضاً في منتهى الخطورة

فانظمة/قطريات سايكس-بيكو، أو بكلام آخر، دولة سايكس-بيكو هي ضد الشعب العربي بكل ما يطمح إليه، من رغيف الخبز وحتى تحرير فلسطين والعراق وكافة الأراضي المحتلة وصولا إلى الوحدة والإشتراكية. أما الخطورة، فهي حينما تبرزحركة مقاومة، تكشف دور الأنظمة، وبالتالي تتخندق مختلف الأنظمة ضدها لاقتلاعها، أو بالحد الأدنى لإغراقها بالمال كي تموت كحي بن يقظان، والنتيجة واحدة

مما لم يقله السيد نصر الله، أن الدولة العربية ليست من ضرورات المرحلة، بل هي من مضارِّها. إخلعوا الدولة وستحققوا النصر! لم تتمكن اية دولة عربية من تحرير شبر محتل، بل كل ما أُحتُل، كان بسبب هذه "الدول"، فهي مشاريع تفريط وهزائم ومساومات. ومع ذلك هناك من يقبل بدعاواها الطائفية! .فهل يمكن لأي شريف ان يصطف مع هذه "الأنظمة/الدول" ضد المقاومة؟ هل يمكن للمقاومة في لبنان أن تسلم البلد لدولة نخبتها الحاكمة تتفاخر بارتباطها الأميركي الصهيوني؟

ما لم يقله السيد، أن من سيقاتله إذا ما انفجر الوضع ليس فقط ميليشيات المرتزقة المحلية، فهذه ليست ذات بال. بل ستقاتله فرق واطراف أخرى منها
قناصة مرتزقة من مختلف بقاع عالم الإرتزاق بما فيه الكيان الصهيوني
الكيان نفسه الذي سيشن العدوان حينما تنشغل المعارضة كلها في الصراع الداخلي
· أنظمة الدولة القطرية العربية، وأموالها بالطبع

مما لم يقله السيد نصر الله، أن على الحزبية العربية، على المثقفين، والنقابات والجمعيات والإتحادات الشعبية والحركات النسائية والطلابية في الوطن العربي، أن ترتقي إلى جزء من مستوى التحدي، لتقف في وجه الأنظمة التي ستحاول إشعال حرب الطوائف في الوطن العربي، وهي حرب إذا ما اشتعلت لن تقف إلا يوم القيامة، بل هي القيامة بعينها. فليست الأنظمة العربية هي الطرف الذي خاطبه نصر الله، بل هذه القوى، التي تشكل آلية التغيير او مفجرته

مما لم يقله نصر الله أن ما يجري في لبنان الآن، متصل تماماً مع ما يدور في الأرض المحتلة وحتى في البصرة. فلا مكان قط لتيار عروبي/إسلامي، حتى ولو بجذرية محدودة كالتيار الصدري. فالمطلوب ليس مجرد دول عميلة، بل تيارات وأحزاب وحتى "عقائد" عميلة

مما لم يقله السيد نصر الله، أن المطلوب من لبنان "أن يعود عربياً بالمعنى الرسمي الحالي" اي دولة تحكمها ادوات عميلة للولايات المتحدة والغرب الراسمالي والكيان الصهيوني. مطلوب لبنان معولم، ومطلوب الإلتزام باستراتيجية: " لا مقاومة في حقبة العولمة"

مرة أخرى، لا أخيرة، ما لم يقله، إن اي عربي لا يقف مع المقاومة، العربي من طنجة ومقديشو إلى البضرة وبنت جبيل، هو خائن بلا مواربة، حتى لو كان جاهلاً، فالجهل ليس مبرراً، فكيف بمن يقاتلونها!

أزيحوا الدولة العربية، دولة الكمبرادور، بكل انواع الكمبرادور، ينزاح الإحتلال والإستعمار الإستيطاني وتكون الوحدة والتنمية
والكرامة

No comments: