إيتان هابرمدير مكتب يتسحاك رابين
نشرت في صحيفة يديعوت أحرونوت
ترجمة عرب48
قبل سنوات طويلة اجتمع عدد من المسؤولين اليهود في مقر الموساد في تل أبيب واحتاروا في سؤال هام: هل وكيف نرد على ما ينشر في وسائل الإعلام الغربية حول عمليات مدهشة تنسب دائما للموساد، وبشكل دائم للموساد؟هل ننفي على الملأ مشاركة رجال الموساد في عمليات لم يكن لهم أي علاقة فيها؟ أم نصمت؟ أم نقوم بحركات توحي بأننا كنا نحن؟وكان القرار حينذاك، وهو سار اليوم، لا نؤكد ولا ننفي. ببساطة نصمت. وكانت فرضية العمل: إذا نفوا عملية أو قول منسوب للموساد ورجاله مرة واحدة، فقط مرة، سيكونون ملزمين منذ ذلك اليوم بتأكيد أو نفي كل نبأ ولن يكون لذلك نهاية.
ولم يكن لذلك نهاية، وخلال سنوات نسبت وسائل الإعلام العالمية للموساد( الإسرائيلي) كل عملية قتل، اختطاف، أو دخول مدهش إلى مركز قيادة عن طريق نفق والخروج عن طريق شبكة الصرف الصحي. بكل الأحوال حظي الموساد على إشادة العالم.كان رجاله يشبهون بالأساطير والسحرة، واعتبروا أناس لديهم قوى غير طبيعية(سوبر). خلال سنوات طويلة قاموا بعمليات ليس لها مثيل في العالم. ولكن خلال السنوات تغلغل لعقول السياسيين وقادة الجيش والصحفيين شيء ما وتحولنا إلى خليط بين سوبرمان وجيمس بوند وماري بوبينس. لذلك لا نقبل أي فشل أو مهانة صغيرة، أو ضربة على الجناح. ونرفض الاعتراف بأن أعداءنا تعلموا الدروس، وطوروا تكنولوجيا، وشخصوا نقاط الضعف لدينا. وما زلنا نتعامل معهم باستخفاف.
الغطرسة (الإسرائيلية )تصل في هذه الأيام إلى ذروتها. وكلما اقترب الانتهاء من المفاعل النووي الإيراني، يزداد التهديد: سنهاجم وحدنا دون فضل من الأمريكيين. سنشلهم، وسنريهم، نحن، نحن، نحن. في هذا الوقت بالذات، وفي هذا اليوم بالذات، نعود لنصبح أبطال،(بعد أسبوع الذكرى السنوية الثانية لحرب لبنان التي نريد أن ننساها
ونقرع طبول الحرب: أجرينا تدريبات جوية لمسافة 1500 كم، رئيس الوزراء أجرى زيارة لديمونا (هو كما يبدو رئيس الحكومة الأول الذي أجرى زيارة لهناك، حيث لم
ينشر حتى اليوم أن رؤساء وزراء آخرين قاموا بذلك.)، وتدوي الطائرات المقاتلة على شاشات التلفزيون، ويقرع أفضل محللينا طبول الحرب. ونصبح في تلك اللحظة نواب الله وممثلوه على الأرض بطائرات مقاتلة.
سنري الإيرانيين من أين تؤكل الكتف.
لا أدري ولا أريد أن أعرف إذا ما كانت (إسرائيل) ستهاجم إيران. أريد أن أعرف فقط إذا ما كان سيتخذ قرار مصيري، ويمكن القول أنه وجودي، بعد الدراسة بترو وبعد ما لانهاية من المشاورات (إيران = 71 مليون مواطن، أكثر من نصف مليون جندي، 120 ألف في حرس الثورة، و12 مليون متطوع، جيش حديث) وبعد أن أخذوا بالحسبان أن بالتوازي مع الهجوم سيطلق حزب الله 40 ألف صاروخ أرض أرض وقذائف صاروخية من لبنان إلى كل نقطة في( إسرائيل)تقريبا؛ وبعد أن عرفوا جيدا ما العمل وكيفية الرد إذا قررت سوريا إطلاق آلاف الصواريخ ومئات الصواريخ الكيميائية لكل نقطة في( إسرائيل)؛ وبعد أن أخذوا بعين الاعتبار أن العملية التي يهللون لها من غير الأمريكيين ستكرس سلطة حماس في غزة وتنقلها أيضا للضفة الغربية؛ وبعد أن يعرفوا أن عملية من هذا النوع قد تثير عرب (إسرائيل).من غير استهتار، حاشا وكلا، بقدرة وبقوة (إسرائيل)، ومع مرور سنتين على حرب لبنان الثانية،
لدي سؤال واحد: قبل أن ندمر طهران ونطحن المفاعل النووي في طنطز، بنت جبيل المتواجدة في قلب لبنان، هل قمنا باحتلالها
No comments:
Post a Comment