Sunday, July 20, 2008

بيان الى الشعب الفلسطينى


نحن الفلسطينيين الموقعين أدناه، من كل فئات الشعب الفلسطيني، ومن كل أماكن تواجده في الوطن والشتات. نعلن على الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي ما يلي:

1 ــ لقد بادر الشعب الفلسطيني في الوطن والمهاجر والشتات، منذ توقيع اتفاق اوسلو، إلى تنظيم نفسه في نطاق الجاليات، وفي نطاق "لجان حق العودة" للتأكيد على مسألتين: التمسك الجازم بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، عملا بالحق الطبيعي والتاريخي للشعب الفلسطيني ، وعملا بالقرارات الدولية المتمسكة بهذا الحق، والتمسك أيضا بضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الانتخاب الحر، ومن أجل تشكيل مجلس وطني منتخب، يمثل القوى الفلسطينية الفاعلة كافة، ويتمسك بجميع حقوق شعبنا الوطنية غير القابلة للتصرف، وهي العودة والاستقلال الوطني وتقرير المصير.

2 ــ انتظر الشعب الفلسطيني طويلا، منذ توقيع اتفاق اوسلو عام 1993 حتى اليوم، أن تبادر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى تنظيم انتخابات للمجلس الوطني الجديد. وتعزز هذا الانتظار بحوارات جرت بين الفصائل الفلسطينية، أبرزها حوار القاهرة عام 2005، أكدت كلهاعلى ضرورة وأهمية تكوين مجلس وطني جديد منتخب، يعبر عن الواقع الجديد للشعب الفلسطيني، ولكن من دون أية نتائج عملية.

3- استفحل الخلاف بين حركتى فتح وحماس في الاراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967 إما على المناصب والمكاسب وإما على اختلاف البرنامج السياسى، وفشلت مبادرات المصالحة في مصر ومكة وصنعاء، وتعرضت الحقوق الفلسطينية لضرر شديد، وأُبعدت غالبية الشعب الفلسطينى في الداخل والخارج عن إتخاذ الاجراء المناسب لعدم وجود مرجعية تشمل كافة فئات الشعب الفلسطينى ممثلة تمثيلاً ديموقراطياً.

4- واستمرت المفاوضات العبثية مع العدو الإسرائيلى إما في مؤتمرات معلنة أو اجتماعات سرية مغلقة، ولا يعلم الشعب الفلسطينى ماذا يدور فيها، وماهى صلاحيات المفاوضين ومن أعطاهم هذه الصلاحيات. وانتهى الأمر بما كان يعرفه أى متابع عادى للاحداث، أنه لا يمكن الحصول على الحقوق الفلسطينية من خلال هذه المفاوضات، ولكن بعد ضياع فترة طويلة لم يكن للشعب الفلسطينى أى دور فيها، خصوصاً في الشتات.

5- وفي هذه الاثناء استمرت سياسة الحصار والقتل والتجويع في غزة والتى تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، واستمرت سياسة الاغتيالات والاعتقالات وتقطيع أوصال المجتمع الفلسطينى في الضفة بواسطة مئات الحواجز وحائط الفصل العنصرى، وذلك في غياب سياسة فلسطينية موحدة تجمع كافة الشعب الفلسطينى في الداخل و الخارج، وغياب سياسة عربية فاعلة، وصمت دولى على الجرائم التى تقترف ضد الشعب الفلسطينى، مع فتح الابواب للعدو الإسرائيلى في كثير من العواصم.

6- لذلك، نعلن، نحن الموقعين على هذه الوثيقة، وباسم التجمعات الشعبية التى نمثلها، وعملاً بالتوجهات والآراء والمطالبات التى أعلنت في كثير من المؤتمرات الشعبية، ومنعاً لحالة الاحباط والتشرذم الذى بدأت في الانتشار، أنه حان الوقت لتمثيل 11 مليون فلسطينى تمثيلاً ديموقراطياً بالانتخاب، أو التوافق إذا لم يمكن، في مجلس وطنى جديد هو صاحب السيادة على القرارات المصيرية وهو صاحب الحل والعقد في الخلافات الداخلية، ومنه تنبثق منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى في كل أماكن تواجده، كما أننا نعلن أن استمرار الحال كما هو مرفوض لدينا ونتائجه لا تلزمنا، ولا بد للشعب الفلسطينى أن يأخذ مقاليد الأمور بيده في هذه الحال.

7- ولذلك فإننا نهيب بفخامة الرئيس محمود عباس أن يقوم فوراً بتفعيل الاتفاق الذى تم التوصل إليه في القاهرة عام 2005 بعقد اللجنة التحضيرية لانتخاب مجلس وطنى جديد الذى طالبنا به بشكل متواصل دون فائدة، وذلك بمشاركة فاعلة من ممثلى كافة فئات الشعب الفلسطينى الفاعلة في الوطن والمهجر والتى لا تنتمى إلى فصائل وأحزاب. كما نهيب بفخامة الرئيس أن يشارك هؤلاء أيضاً في الحوار الوطنى بين الاطراف المتخاصمة في غزة ورام الله الذى أعلنه الاسبوع الماضى، فمصير فلسطين في يد الشعب الفلسطينى كله وليس فئة محدودة منه.

إن هذا البيان، صيحة تحذير أخيرة، لكل من يتجاهل مطالب الشعب الفلسطيني باعتماد الانتخاب قاعدة لاختيار مجلس وطني فلسطيني جديد. وصيحة تحذير أخيرة لكل من يضمر التخلي عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وذلك من أجل الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية مقبولة تمثل الجميع، مرجعية قادرة على تخطى اتفاق اوسلو وتجاوزه ومرجعية قادرة على تدعيم مسار المقاومة للاحتلال الإسرائيلي والتى هى حق طبيعى وقانونى من حقوق شعبنا وواجب من الواجبات المفروضة على كل أجيالنا، ونؤكد أن كل من لا يحرص على هذه الصفة الجامعة التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية، سيعزل نفسه عن الشعب الفلسطيني، وسيتحمل مسؤولية تقسيم وحدة الشعب الفلسطيني ونضاله ، التي بنيت بالدم والعرق، وبجهد جماعى للشعب الفلسطيني بأكمله.
ووقعت البيان أكثر من 1000 شخصية وجمعية فلسطينية تمثل قطاعات واسعة من الشعب الفلسطينى في جميع انحاء العالم

No comments: