د. فايز أبو شمالة
بعد صبر وأمل، نشرت الدولة العبرية قوائم السجناء المفرج عنهم إكراماً للرئيس الفلسطيني، تلقفتها كغيري بلهفة وفرح، ودققت في التاريخ الذي كان سيفرج فيه عن كل سجين، فأدركت أنها قوائم
بعد صبر وأمل، نشرت الدولة العبرية قوائم السجناء المفرج عنهم إكراماً للرئيس الفلسطيني، تلقفتها كغيري بلهفة وفرح، ودققت في التاريخ الذي كان سيفرج فيه عن كل سجين، فأدركت أنها قوائم
القهر( الإسرائيلية)، والوهن الفلسطيني، ونحن نرقب أحد عشر ألف كوكباً، والشمس والقمر لحكومتين فلسطينيتين في رام الله وغزة، الأولى تلقت بالقوائم المعلنة صفعة التجادل، والثانية تنتظر صفقة التبادل. لم تكن المهانة في قلة العدد 198 سجيناً المفرج عنهم، وإنما في سنوات الحكم المتبقية لمن سيفرج عنه، لقد ضمت القوائم
1- عدد 92 سجيناً فلسطينياً تبقى لهم أشهر معدودات، ويغادرون السجن دون مِنَّةٍ.
2- عدد 28 سجيناً فلسطينياً تبقى لحكمهم مدة عام، وسيخرجون بلا كتابة تعهد على نفسه.وأكرر هنا ما قلته في مقال (بنك الأسرى لحساب حماس، أم عباس؟) بأن الحاكم العسكري( الإسرائيلي) لقطاع غزة كان يفرج بمناسبة شهر رمضان عن مئات السجناء دون حاجة للقاء، وكان يفرج عن مئات الأسرى ممن تبقى لهم سنة وسنتين، وحتى خمس سنوات لمجرد لقاء مع مختار عشيرة، أو وجهاء منطقة، أو مع رئيس بلدية صغيرة، كان ذلك قبل التوقيع على اتفاقية أوسلو
لقد انتظر السجناء، واستبشروا بأمل اللقاء الذي تم في القدس بين أبي مازن وأهود أولمرت، ومن لم يجرب قسوة السجن لا يدرك لهفة الانتظار خلف الأسوار، ووجع الترقب على أمل، وما يعتري الحالة النفسية التي يعيشها السجناء وهم يسمعون، ويتابعون التطورات، عن اللقاء الذي تم بين أكبر رأس فلسطيني وأكبر رأس( إسرائيلي) بهدف تحرير عدد منهم تكريماً للخط المعتدل الذي لا يرى غير التفاوض سبيلاً، وفي محاولة لقطع الطريق على الخط المتشدد الذي لا يرى إلا المقاومة المسلحة سبيلاً، لقد صام الأسرى، وانتظروا طويلاً، وأفطروا على بصلة القائمة التي تمثل أقل من %2 من ألوفهم المؤلفة خلف الأسوار
لقد ضمت القائمة البائسة سجينين فقط من أصل 450 سجينا حكم عليهم مدى الحياة، وهما مربط الفرس في القائمة، ولهما كل المحبة والاحترام، الأول هو سعيد العتبة، صلب، وواثق، ومقتنع بما قام من واجب تجاه الوطن، وقد أمضى في السجون أكثر من ثلاثين عاماً، لم يبق من عمره شيئاً ليأخذه السجن، فقد أكلت الجدران زهوة شبابه، وتكسر الصبر أمام ناظريه، والثاني أبو علي يطا، شهم، وعنيد، وطيب إلى أبعد مدى، وقد أمضى أكثر من ثمانية وعشرين عاماً خلف القضبان، فقد خلالها بصره ، وانطفأ بريق عينيه على الجدران
.فإذا كانت هذه القوائم التي لا تمثل شيئاً من عدد الأسرى نتاج لقاء أكبر رأسين في مدينة القدس، فما هي التضحية المطلوبة فلسطينياً، وأي مستوى قيادي قادر من خلال التفاوض على تحرير جميع الأسرى من السجون( الإسرائيلية)؟
.لمزيد انقر على العنوان
No comments:
Post a Comment