لابد لمتابع الاخبار الآتية من اراضي السلطة الفلسطينية المحتلة ان يتسائل عن حقيقة ما يقال عن وضع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأن يفكر ولو للحظة يتيمة ، عن الاسباب التي تجعل العديد من الذين يقومون بشن هذي الهجمات الضارية على الجبهة ، أن يفعلوا ذلك ، بدون اي اكتراث لأي رد يمكن ان تقوم بة الجبهة ضدهم .هم غير مكترثين ، ليس لان الجبهة غير قادرة على الرد ، فالجميع يدري انة لا زالت للجبهة قدراتها البشرية (والعسكرية اذا لزم) للرد .هم غير مكتريثين ، لانهم يعلمون علم اليقين ، ان النقاط التي يستعملون في هجومهم هذا ، هي نقاط حيرّت ولا تزال ، الالاف من أبناء شعبنا في كل اماكن تواجدة ، هي حقائق بلا شك تستعمل زوراً في هذا الهجوم المسعور, هي كلمة حق يراد بة باطل
سهل جداً لكثيرين أن يهاجموا من خلف اجهزة الحاسوب ،لكن تنظيما مثل الجبهة قدم ولعقود عديدة ولا زال، خيرات كوارة شهداء وجرحى،مشرديين ومبعدين وسجناء . عار على من يتشدق بالفكر الديني أو القومي ان يهاجم وبهذا الحقد تنظيماً معروفة صفاتة وتاريخة مثل تنظيم الجبهة الشعبية
ولتوضيح الامور اكثر ، أقول أن من يقود هذة الحملة ، من يستفيد من بقاء الوضع كما هو وبلا معارضة حقيقية وقوية, هم اليمين الممثل بالاسلام السياسي و بعض اجنحة فتح واليسار ممثلاً بما تبقى من ا لديمقراطية والحزب الشيوعي. فهم ياخذون اي ذريعة للهجوم ، ولكن المقصود،هو الطعن بالسيف الحاد جداً، قلب الجبهة
يمكن لا بل انة حق وواجب علينا كعرب و(فلسطينيين) ،ان نتسائل عن الاسباب التي ادت بالجبهة للوصول الى ما وصلت الية ، ولكن يجب ان يكون هدفنا الاول والاخير ، هو البناء لا الهدم .اقول هذا لان غالبية من يهاجم الجبهة اليوم، هم من يريد ليس الهدم فقط ، بل التدمير الى حد الازالة من الوجدان العربي ،كل ما هو مشرق ومشرف فينا . هم يقومون بهذا لانهم يعلمون وبلا شك، ان الجبهة وما شكلتة وما تستطيع أن تشكلة اذا ما تعافت ،سيعيد الامل لنا جمعياً بحتمية الانتصار والتحرير للارض والفرد ، شئ لا يروق لهم وخصوصاً ذلك القسم الذي يخص الفرد
فالجبهة عندما تشكلت اساسا من حركة القوميين العرب وتنظيمات فلسطينية مقاتلة اخرى كجبهة شعبية عريضة،لاقت الاهتمام الشعبي الضخم لما امتلكت من برنامج سياسي حياتي كامل متكامل ، برنامج يعطي للفرد امرأة أو رجل الحرية التي تسمح لهم التفكير الحر والابداع في ايجاد الوسائل التي ستؤدي لمستقبل افضل للجميع .هذا ما ميّز الجبهة عن غيرها .حرية الفرد . يمكن للعديد وخصوصاً من الجيل الشاب ان يستغرب أن يكون هذا ما ميّز الجبهة عن غيرها لان شئ مثل حرية الفرد يجب أن يكون طبيعيياً .طبعاً حرية الفرد هي شئ طبيعي ، ولكن الجبهة كانت ولا زالت التنظيم الفلسطيني الوحيد الذي يعتمد الحرية والديمقراطية كأساس للتعامل داخل هيئاتة التنظيمية.هكذا بنيت الجبهة .ايمان مطلق بحّرية الفرد وبالديمقراطية .ولهذا السبب الاساسي (ولغيرة لكن باقل اهميّة ) في اعتقادي، بدا تهاوي مركز الجبهة ليس لأن ألمبدأ قاصر، بل لان الظروف الذاتية للاعضاء لم تكن على هذا المستوى من الوعي .اضافة الى أن الاساسيات لا يجب أن تطال حتى بالديمقراطية
.يمكن لنا في المستقبل مناقشة هذة النقطة باكثر تعمقاً بل انة يجب ان يتم هذا النقاش وخصوصاً داخل مؤسسات الجبهة ، ولكن في اعتقادي ان اتخاذ الجبهة في اواخر الثمانينات قرارالتحول الى حزب ماركسي في وقت لم تكن هي جاهزة لة قد لعب الدور الاساسي في الوصول الى ما وصلت الية ,فلقد كان للوزن الذي حظي بة الاعضاء ذي الاصول الشيوعية اثرة السلبي على هذة المسيرة. فمن اتخذ هذا القرارالديمقراطي وغيرة ، هم من ابناء الجبهة الذي كان بعضهم ثوري حقيقي وكان البعض الاخر من ابناء هذا الشعب الذي مهما أراد أن يغيير ،كان مرتبطا بقضايا عائلية عشائرية اقوى من القدرة الى التحول الى حزب ماركسي . كيف يمكن لكادر متحمس ان يوافق بين واقع ماركسي ثوري وقيادي متزوج امرأتين مثلاً ؟ هكذا وضع وخصصوصا في غياب الحكيم ،ادى الى حالة انفلات وعدم اكتراث كبيرين خسّر الجبهة الكثير من الكادر النظيف وابقى من ابقى .ان الضربات غير المتوقفة التي تلقتها ولا تزال ،وكان آخرها غياب القائدة مها نصار، لم تعطي المجال لمن يرجو اعادة البناء الكثير من الفرص . الانتخابات هي من اتت بملوح ومجدلاوي وغيرهم للقيادة.هل هذة الشخصيات مخولة لقيادة تنظيم يساري عريق ؟ سؤال لا يستطيع الاجابة علية غير اعضاء هذا التنظيم . ولكن يجب ان يجيبواعلية وبسرعةلان السيوف مشهرة ومسلولة من قبل من لا يريد حرية للفرد ولا يؤمن بالديمقراطية الا اذا سمحت لهم قتل الامل وكل ما هو مشرق ومشرف فينا
كم كنت آمل ان تكون الجبهة هي من يرد على مهاترات هذة القلة التي الفت العيش في الظلمة وربت على تلقي الاوامر بالقتل كأنها آيات منزلة.كم كنت آمل ان تأخذ الجبهة موقفاً واضحا ، كما كانت دومًا،ممن يخرج عن البرنامج الذي تتبناة مؤسساتها .كم كل شعبنا يتمنى ان تعيد الجبهة هيبتها وذلك بتحرير أمينها العام البطل أحمد سعدات ورفاقة وأن تعيد بناء هياكلها عن طريق الرجوع الى الاسس التي وضعت قبل اربعين عاماً ومن قبلها بعقد ونيف، تلك الاسس التي تعطي للانسان حقة الطبيعي في الحياة الكريمة في وطن عربي محرر وحر ،لكل فرد فية امرأة كان او رجل، حقوق وواجبات متساوية تبني مجتمعاً عربياً حضاري .فكرة لا تروق لمن هوى العيش في الظلام
هل فقدت الجبهة البوصلة ؟ ان وجود الجبهة مثلاً في المجلسيين الوطني والتشريعي عبا رة عن دور تكميلي اصلاحي أما من بقى في سوريا قلب القومية العربية) من القيادة ،فاللاسف تراجع حتى اصبحت الحركة الاسلامية هي عنوان المعارضةهناك وليس
الجبهة ( الطرف القومي الثوري). كيف يمكن يغيير هذا الواقع الاليم سؤال لا يملك الاجابة علية الا كادر الجبهة
ان التراجع الذي شهدتة الجبهة اصبح واضحاً في كل موقع لها وجود فية . فبدل ان تكون القوة المؤثرة والتي تحرز التغيير الايجابي ،أصبح وجودها يستغل لاغراض لا تمس بمبادئ الجبهة بصلة
ولكن بالرغم من كل هذا فهناك حقائق لا يمكن أن تهمل او يغفل وجودها الا وهي
أولاً- لا يزال فكر الجبهة يمثل المزج بين الفكر النخبوي والفكر الثوري معاً
ثانياً- لا تزال الجبهة هي التنظيم الفلسطيني الوحيد الذي يؤمن بالممارسة والفكر بالعمق العربي الذي هو اساس نضالنا الوطني
ثالثا- لا تزال الجبهة تقوم بالعمليات الفدائية المميزة والتي تستهدف رموز العدو ومؤسساتة ولا تتطرق للمدنيين مع قناعتها ان لا مدني في عدونا الصهيوني الغاصب
رابعاً- لا تزال الجبهة هي التنظيم الذي يؤمن ايماناً مطلقاً بحق العودة الذي لا يستعاض عنة لا بالاستبدال او الاشتقاق او التعويض ، ذلك الحق الفردي والجماعي والوطني و الانساني الذي يكفل وسيحقق عودة اهلنا الى بيوتهم وقراهم وطنهم
خامساً- لا تزال الجبهة هي التنظيم الفلسطيني الوحيد الذي ينادي الآن بمبد أ ا قامة الدولة العربية الفلسطينية الديمقراطية العلمانية
سادساً- لا زالت الجبهة هي التنظيم الفلسطيني الوحيد الذي تشكل المرأة فية دوراً اساسياً (وليس تجميلياً) على كافة المستويات القيادية والقاعدية والاجتماعية والتنظيميّة والسياسية . هذا التنظيم هو ايضا نفسة الذي لم يبخل في يوم من الايام (ولن يبخل) أن يقدم قيادتة قربانا لهذا الوطن وتاريخة حافل بالشهداء والمبعدين والاسرى
No comments:
Post a Comment