Wednesday, November 5, 2008

المسيحيون العرب: مصائر مجهولة في بلاد مضطربة


صقر ابو فخر


اعتقد الكثيرون ان »المسألة الشرقية« قد هُزمت مع »الثورة العربية الكبرى« في سنة ،١٩١٦ وأن تفتيت البلاد العربية على أسس إثنية وطائفية قد انتهى الى غير رجعة مع صعود الفكر القومي الحديث، ومع ظهور الحركات القومية المعاصرة، وأن المجازر المتبادلة التي ارتُكبت في لبنان سنة ١٨٦٠ بين الدروز والموارنة، والمذابح التي وقعت ضد السريان والأرمن بين ١٩١٤ و،١٩١٩ لن تعود على الاطلاق. غير أن »المسألة الشرقية«، للأسف الشديد، عادت الى الظهور مع تلقي المشروع القومي الناصري صدمة كبرى في سنة ،١٩٦٧ وها هي الآن قد باتت إحدى علامات العياء العربي، ولا سيما بعد تحطيم العراق في سنة .٢٠٠٣ ويتعرض العرب المسيحيون للتنكيل في بعض المناطق العربية، وللاضطهاد في مناطق أخرى، الأمر الذي أدى الى انحسار أعدادهم في بلاد الشام والعراق ومصر، وهي أوطانهم التاريخية. يحلو للباحثين ان يتحدثوا عن مسألة الأقليات في العالم العربي، وهي مسألة حقيقية في أي حال، ويُدرجون فيها »مشكلة الأقلية المسيحية«. لكن المسيحيين ليسوا أقلية في العالم العربي، إنما هم أهل هذه البلاد الممتدة من مصر حتى كيليكيا في بلاد الشام، وهم سكان هذه الأرض منذ نحو الفي عام. والمسيحية إحدى الديانات العربية بلا شك، حتى المسيح نفسه آرامي من الناصرة في الجليل الفلسطيني، وكان يتكلم السريانية، فهو بالمعنى التاريخي والحضاري، سرياني من فلسطين. ان عروبة المسيحيين أمر لا جدال فيه، الا لمن يرغب في إثارة مجادلات لغايات أخرى. ففي القدس اليبوسية (العربية) بدأت المسيحية، ومن القدس انتشر الرسل يبشرون بهذا الفكر الجديد، وفي الطريق المستقيم في دمشق (شارع مدحت باشا اليوم) تلقى بولس الانذار الإلهي بحسب العقيدة المسيحية، وراح يُبشر في الصحراء العربية (حوران). وأولى الكنائس شُيّدت في حلب وحوران. وفي أنطاكيا السورية عُرف أتباع يسوع الناصري بـ »المسيحيين« أول مرة. ان تاريخ المسيحية في المشرق العربي هو تاريخ العرب نفسه قبل الاسلام. ومنذ الفتح الاسلامي لبلاد الشام والعراق ومصر، سار تاريخ المسيحية وتاريخ الاسلام معا بلا انفصال، الا في حقب محدودة. ومن المحال، الى حد كبير، ان يتصدى مؤرخ او باحث في التاريخ لدراسة التاريخ العربي من دون ان يكتشف ان تاريخ المسيحية، السرياني بالتحديد، مندمج ومندغم ومتطابق مع تاريخ المسلمين. ولم تخل مدينة او حاضرة او بادية من الوجود المسيحي في جميع حُقب التاريخ العربي ولا سيما في بغداد وحلب ودمشق والقدس والقاهرة... الخ


لقراءة المقال بالكامل انقر على الرابط


No comments: