في النهاية يوجد ثلاثة خيارات: الخيار الأول، الذي هو في الحقيقة ليس خياراً، هو الاعتراف بالعدو، الاستسلام للعدو، التعاون مع العدو، التكامل مع العدو، الذوبان في العدو. لعل هذا كان خياراً لبعض المجموعات أو بعض القوى أو بعض الشخصيات، ولكنه لم يرق في لبنان ولا في فلسطين ولا في أي مكان في العالم العربي لأن يكون خياراً شعبياً أو خياراً رسمياً
لكن ألا يوجد عرب عملاء في لبنان في فلسطين في العالم العربي؟! الا يوجد مجموعات تصرفت مع( الإسرائيلي) كمجموعات عميلة؟! كتشكيلات عميلة؟! وليس كحليف سياسي، هذا كان موجوداً ولا زال قائماً وموجوداً، لكن لنستبعد هذا الخيار، وإذا أردنا أن ننظر إلى الحكومات والشعوب نقول هناك خيارين عملياً، خيار يسمونه خيار التسوية، وأنا سوف أكون لائقاً جداً في تعبيراتي لأن ما يهمني هو الفكرة وعدم جرح مشاعر أحد
يوجد خيار التسوية، التسوية ماذا تعني؟ تعني أن نقدم للعدو تنازلات لنحصل على بعض ما اغتصبه منا، نقدم له تسويات في موضوع الأرض، في موضوع القدس، في موضوع اللاجئين، في موضوع المياه، في موضوع الأمن، ليعطينا في المقابل قطعة من أرض هنا أو ليعيد لنا بعض اللاجئين هناك أو ماشاكل، هذا خيار التسوية. عملياً هذا الخيار وخلال كل التجربة الماضية مع العدو( الإسرائيلي) أثبت فشله
وهناك خيار ثان يقول لا، هذا عدو مغتصب، محتل معتدي مجرم حرب، ارتكب جرائم حرب، أقام كيانه على المجازر وقتل النساء وبقر بطون الحوامل وذبح الاطفال , وبالتالي ليس له عندنا تسوية, وليس له عندنا جوائز, وليس له عندنا مكافاءات بل يجب ان يعيد الحق إلى اصحابه,بالمنيح او بالقتال هذا الخيار الثاني
بالعودة إلى تقييم الخيار الاول نجد على طول الخط عندما كان العرب يقدموا تنازلات، في المقابل( الاسرائيلي) ماذا كان يعمل؟ يذهب إلى المزيد من الحروب , المزيد من الاغتيال المزيد من القتل المزيد من الاستيطان , المزيد من فرض الشروط , هل في احد ان يقول غير ذلك ؟ هذا هو الواقع, وبسرد سريع في العام ٧٨, لما كانت توضع اللمسات الاخيرة لاتفاقية كامب ديفيد، قام العدو( الاسرائيلي) بعملية الليطاني في اذار ٧٨ , هنا الرد على كامب ديفيد بالهجوم على لبنان وللاسف الكثير ينسى, اود ان اذكر بان هناك مجازر مهولة ارتكبت في عملية الليطاني في ٧٨ ومن جملتها مجزرة بلدة العباسية عندما استشهد العشرات في مسجد البلدة , بعد ٧٨ في العام ١٩٨٢عندما طرح ما سمي في ذلك الحين بمبادرة السلام في عهد اللامير فهد للسلام , كان العرب يتهيئون للموافقة على هذه المبادرة وبالفعل وافقوا عليها في
العام ١٩٨٢ بقمة فاس , في اجواء التحضير للموافقة العربية على المبادرة في قمة فاس حصل الاجتياح( الاسرائيلي) الاكبر في لبنان سنة ١٩٨٢, فيما لم يسمى ذلك الحين حرب لبنان الاولى , الان بعد عدوان تموز اصبح اسمها حرب لبنان الاولى , ذهبوا العرب إلى مدريد سنة ١٩٩١ بعد اشهر قليلة اغتالت اسرائيل السيد عباس الموسوي وفي العام ١٩٩٣ قامت ( اسرائيل ) بالعدوان على لبنان , تم توقيع اتفاقية اوسلو في ٩٣ , وكان الجواب ( الاسرائيلي) المزيد من الاغتيالات والقتل في صفوف قادة الانتفاضة الفلسطينين من مختلف الفصائل وصولا إلى عدوان عناقيد الغضب في نيسان ٩٦ , كان الانتصار في ٢٠٠٠ ذهب العرب في العام ٢٠٠٢ من بيروت من عاصمة لبنان عاصمة المقاومة التي صنعت اول انتصار عربي تاريخي على ( اسرائيل ) واطلقت مبادرة السلام العربية بعد ايام قليلة وليس بعد شهور وليس سنوات قامت ( اسرائيل) باجتياح الضفة الغربية بما سميت بعملية السور الواقي ومحاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقره في رام الله ارتكبت مجزرة جنين في مخيم جنين وبعدها كان عدوان تموز ٢٠٠٦وبعده بدلا من ان يتحرك العرب لمساندة المقاومة في لبنان وفي فلسطين اطلقوا صيحات اعلى لتاييد المبادرة السلام لتقديم مبادرتهم السلام والتي ما زالت لسنوات لم تلقى ردا( اسرائيليا ), اول رد كان من شارون انها لا تساوي الحبر الذي كتبت به, وثاني رد كان اجتياح الضفة الغربية ولكن مع ذلك كانوا العرب يصرون ويؤكدون على مبادرة السلام العربية فكانت حرب غزة ٢٠٠٨, اذن من الشواهد انا لا اتكلم عن تاريخ بعيد, اتحدث عن تاريخ معاصر وبالشواهد كلما كنا كعرب نقدم تنازلات كلما كان( الاسرائيلي) يزداد علوا وعتوا وافسادا وقتلا واغتيالا وتنصلا من اتفاقيات سابقة وطمعا بارضنا ومقدساتنا ومياهنا وخيراتنا , اليست هذه الحقيقة
وانا اقول لكم اود على التاكيد العربي المبالغ فيه طبعا إلى ما قبل قمة الكويت , (قمة الكويت اعطت اشارة جيدة ان هذه المبادرة لم تبقى طويلا على الطاولة ) الرد ( الاسرائيلي) على كل هذا التاكيد هو المزيد من الاتجاه إلى التطرف والى التشتت وهذه هي
نتائج الانتخابات ( الاسرائيلية) الاخيرة , امام هذا الواقع ما هو الجواب العربي ؟ وهنا اتحدث على مستوى الامة , وما هو الجواب اللبناني على نتائج الانتخابات ( الاسرائيلية)؟ عندما ياتي إلى السلطة احزاب وشخصيات من هذا النوع , هل المزيد من التنازل ؟ المزيد من تقديم الجوائز, المزيد من الاسترضاء , ام احتضان المقاومة وتقوية المقاومة (واريد ان اقول كلام برغماتي ) والاستفادة من قوة المقاومة في أي تسوية او مفاوضات, ولو كنا لا نؤمن بهذا الطريق ولكن نقول لهم يا عمي طيب عندكم قوة اسمها المقاومة في لبنان اسمها المقاومة في فلسطين! لماذا تريدون ان تضحوا بالمقاومة بالمجان ؟ لماذا لا تستفيدون من عناصر القوة هذه حتى في المسار الذي تؤمنون به ونعتقد انه خاطىء , لانني اقول لكم ايضا ايها الاخوة والاخوات وهذا سؤال مشروع يا ترى: هل اذا قدمنا كل التنازلات
المطلوبة ( لاسرائيل) ورضخنا لشروط اسرائيل الحالية , هل هذا يعني تحقق السلام الحقيقي في المنطقة؟ هل هذا يعني ان ( اسرائيل) لم تتوقف عن القتل والاغتيال والافساد والعلو والتدخل في شؤوون الاخرين؟ هل هذا يعني ان( اسرائيل) لم تاتي بعد التسوية لتطالبنا بالمياه والعالم مقبل على ازمة مياه وفتح الاسواق والعالم يعيش ازمة مالية خانقة وووو
No comments:
Post a Comment