Tuesday, March 17, 2009

مقهى الصعاليك... بالامس كان عنوانا للكتاب والمثقفين... واليوم أصبح مغلقاً مهملاً



ميسة أبو غزالة

على بعد امتار قليلة من ساحة عمر بن الخطاب في منطقة باب الخليل أحد أهم ابواب البلدة القديمة بالقدس
يقع مقهى الصعاليك، ذلك المقهى الذي كانت جنباته تحتضن الأدب والثقافة في زمن كانت القدس تعتبر قبلة ثقافية ومنارة أدبية، زمن كان الأدب فيه عنوانا لكل كاتب ومفكر وشاعر، والثقافة فيه نيشانا يفتخر فيه كل مثقف
مقهى الصعاليك "أو هكذا كان" مغلق ومهمل، حيث لا وجود اليوم لمثل هذه المقاهي، وبالمقارنة بين مقاهي الأمس "عشرينات القرن الماضي" ومقاهي اليوم "الأنترنت والألعاب" فقد انعدمت المظاهر الثقافية واستبدلت بها مظاهر العولمة
ولتسليط الضوء على مقهى الصعاليك..تاريخه، تسميته، ورواده التقينا مع الكاتب المقدسي محمود شقير
اوضح الكاتب محمود شقير من خلال قراءاته ليوميات خليل السكاكيني ان مقهى الصعاليك كان في البداية مقهى كأي مقهى في مدينة القدس يقدم الشاي والقهوة والأرجيلة، وكان خليل السكاكيني يحب الجلوس في المقاهي وعلى وجه التحديد في هذا المقهى، وفي مقهى آخر مطل على قرية لفتا في القدس الغربية، مضيفا شكل السكاكيني حزبا أطلق عليه "حزب الصعاليك"، ووضع له دستور وشروط عضوية وأصبح هو وأصدقاءه في الحزب يجلسون بشكل دائم في المقهى الذي يملكه المواطن المقدسي عيسى الطبة.ومع تكرار جلوس السكاكيني وأصدقاءه في المقهى اطلق عليه مقهى الصعاليك، أما الصعاليك فهم فرقة من شعراء الجهلية المتمردين على المجتمع والقبيلة كانوا ينهبون من الاغنياء ويعطون الفقراء، ومن أشهرهم الشاعر عروة بن الورد
وعلل الكاتب المقدسي محمود شقير سبب اطلاق اسم الصعاليك على حزب السكاكيني هو لأنه كان يحب العدالة ويرغب بالمساواة
مقهى الصعاليك عنوان المثقفين وأوضح الكاتب شقير أن مقهى الصعاليك أصبح عنوان للكتاب والمثقفين العرب والفلسطينيين، وأصبح المقهى ذا طابع ثقافي، وأحاديثهم كانت تتمحور حول الانتداب البريطاني، والهجرة الصهيوينة الى فلسطين، وموضوع التربية الحديثة في المدارس وأهمية القراءة، كما كانوا يتطلعون في جلساتهم على التراث العربي والاجنبي، اضافة الى قراءة مقطوعات ادبية للكاتب السكاكيني
ومن بين الذين جاؤوا الى المقهى اوضح شقير :"الكاتب إسعاف النشاشيبي وموسى العلمي والكاتب عيسى الناعوري من الاردن، والكاتب محمود عزمي من مصر، والكاتب أمين الريحاني من لبنان
وقال شقير ان المقهى اغلق بعد سنوات من هجرة السكاكيني الى مصر ولم يعد له اسم، موضحا أن السكاكيني هاجر بعد الاضطرابات السياسية في فلسطين وبسبب حالة اليأس والاحباط التي اصابته بعد وفاة زوجته سلطانة عبده
وبمناسبة فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية لهذا العام ووجه نداء للدول العربية والسلطة الوطنية لاعادة احياء مقهى الصالعيك والمحافظة عليه كون ارتباطه باسم الكاتب والمفكر خليل السكاكيني، وقال :"لا بد من اعادة هيبته كمقهى ثقافي تأكيدا على عروبة المدينة المهددة بالتهويد وتغيير معالمها الحضارية والثقافية
وعند مرورنا لالتقاط بعض الصور لمقهى الصالعيك سابقا قال شقير:" أشعر بالاسى والحزن على اختفاء هذا المقهى فهو متروك للنسيان ولم يعد احد يذكره رغم ارتباط اسمه بالمفكر السكاكيني، مقارنا حالته اليوم لو وجد في احد الدول الاوروبية لاصبح محطة للزوار
وطالب الكاتب شقير من السلطة الوطنية تقديم الدعم للمثقفين في فلسطيني والمساعدة في نشر الكتب والاعمال الفنية، ودعم البنية التحتية للثقافة
وأكد على اهمية وجود مقاهي للمثقفين في مدينة القدس لأنها تفتقر لمكان محدد للقاءهم، وقال :"هناك بعض الاماكن التي يلتقي فيها بعض الكتاب والمثقفين المقدسيين كالمسرح الوطني، يبوس، حوش الفن، قناديل، مركز القدس للموسيقى، الا أن كل هذه الأماكن لها تخصصاتها، وبسبب ظروف خاصة تتوقف عن النشاط، ونحن بحاجة لاعادة فتح مثل مقهى الصعاليك
PNN عن وكالة

1 comment:

Unknown said...

هل يوجد المقهى داخل السور قرب ميدان عمر أم خارج السور ؟