Friday, August 21, 2009

صائم.. في حرب العمائم

توفيق الحاج

من حمد الله ونعمته أن جعلني أدخل في صوم عميق ، وانشغل بالنوافل والخصوصيات في وقت دارت فيه الحرب الضروس بالكلاشنات والاربيجيهات والسيوف والفئوس بين أمير رفح العبوس وأمراء غزة الرؤوس
كنت منشغلا بعزاء حماتي ثم بلقاء ابني القادم بلاد الفرنجة بعد عشرمن التوابع منتهيا بعرس مكتوم لابني الرابع وبالمناسبة فقد وفر الحزن علينا استدانة ألفين من االدولارات للعزائم والهيات
وعافانا الله من احتمال زرع عبوة ناسفة تحت العريس الكحيان كما حدث من قبل في عرس دحلان
إلا أن الحزن يأبى أن يفارقنا فقد فقدنا مولدنا الكهربي وكراسينا التسعة في غفلة من أمرنا على يد عصابة محترفة.. في ظل ما ننعم به من أمن وامان
ولا ادري لم يخالجني شعور ضاغط بأن من سرق ..قد دخل بيتنا من قبل وجالسنا وأكل من طعامنا
و كلي ثقة بان هذه بلاد مقدسة لا ستر فيها لجريمة
صحوت يوم جمعة على خطبة مسلحة أعلن فيها الشيخ المرحوم قيام إمارة ابن تيمية الإسلامية على مساحة 200متر مربع وهي مساحة مسجد
ولم يمض وقت طويل حتى تكرر مشهد " الجامع الاحمر" في الباكستان ولكن بخصوصية ومفارقة فلسطينية واضحة تقول وللأسف أن المهاجم والمدافع كانا من جذر ديني وسني واحد ولا دخل هذه المرة للشيوعية أو الشيعية أو العلمانية في الموضوع من قريب أو بعيد
تعالوا نراجع بهدوء حقائق كالشمس عما دار ويدور..ولا داعي للمناكفة من أجل المناكفة
حماس الابن المدلل للاخوان المسلمين وهما معنيان جدا بانجاح النموذج الحمساوي واطالة عمره إلى أكبر وقت ممكن مهما كانت السبل ،بل والتغطية أحيانا على شططه، وبالتالي فمن الملاحظ ان البراجماتية والعنف المفرط سمتان يتصف بهما أو سلاحان يستخدم أي منهما عند اللزوم وحسب الطلب
الانشقاق عادة يولد انشقاقات اشد تطرفا وهذا ماحدث تماما في مصرالسبعينات والثمانيات مع الحركات الجهادية التي خرجت من العمامة الاخوانية ، والحركات القاعدية التي بذرتها اللادنية في كل مكان من بيدر الوهابية ،ومايحدث اليوم في غزة الالفية الثالثة حيث لايمر يوم إلا ونسمع عن انشقاق صامت و وولادة بتنظيم قاعدي جهادي جديد من الرحم السلفي الخصيب
حماس مالت وتميل في أكثر من سابقة إلى الضغط على الزناد وربما يصلح هذا مع عدو في ظل مقاومة لكنه لايصلح مع مسلم موحد بالله وفي ظل تهدئة
بل كان من الواجب التريث طويلا حتى مع مكفرين قبل قصف بيت الله على الهواء مباشرة ونحن الذين لطالما فزعنا الدنيا وولولنا عن قصف إسرائيل لبيوت الله
مع أن ما فعله أمير جند الله هو خطوة دراماتيكية فجة لإعلان إمارة وهو ذات الشيء الذي تنفذه على الارض حماس بالتدريج مع حرص مسئول لا يغفل الواقع
حماس نفسها تعرف إلى أي مدى كسبت أو خسرت في هذه حرب العمائم هذه وهي ليست بحاجة إلى غلبان مثلي ليبين لها الغي من الرشد خاصة بعد تجربة سابقة اسمها جيش الاسلام
الخسارة من حماس ومن جند الله هي خسارة مضاعفة لشعبنا وبدون مبرر
حماس تنزلق بقدميها طوعا إلى الرمال الناعمة المتمثلة باثباث جدراتها لامريكا وأوروبا كشرطي مناسب بهراوة مناسبة لغزة من جهة ومحاور سياسي أفضل من عباس من جهة أخرى ويخشى أن لا تطول عنب أوباما ولا تين سركوزي
فتح الهرمة ولدت من جديد بعد مخاض عسير وبوجه أكثر شبابا وقوة ،متخلصة من بعض تجاعيدها ،وهذا ما يلائم تماما لنزول حماس عن الشجرة سواء كان ذلك عن طريق الحوار أو استمرار الحصار
أخيرا وبعد صوم اسبوعين كاملين استعد مع الناس البسطاء لصوم شهر فضيل دون تنطع أو رياء ولا املك إلا دعاء من القلب
اللهم عجل بالفرج في رمضان وارحمنا من ظلم بني الانسان للانسان
اللهم آمين

No comments: