Saturday, August 22, 2009

لم يمتْ

ألشاعر مجهول


قال الرفاق بحرقةٍ
مات الحكيمُ
فقلت مهلاً.. لم يمتْ
هو حاضرٌ فينا
وللأجيالِ رمزاً لم يزلْ

إن كان أضناهُ النضالُ لطوله
إن كان أعياهُ انتظار النصر ِ
في ميدانهِ
إن كان أثقله الزمانُ بحملهِ
هو خالدٌ فيما حملْ
فالوحدة الكبرى تلازمُ حلمه
وإرادة التحريرِ في وجدانهِ
والثأر للأرض السليبة عندهُ
فكرٌ.. وقولٌ.. وعملْ

ما مات من حمل الأمانة َ جاهداً
ما مات من جعلَ النضالَ عقيدة ً
ما مات من غرسَ العقيدة
في القلوبِ وفي العقول
وفي المقلْ
ثم ارتحلْ

رحل الحكيمُ
وكان يأملُ دائماً
بل كان يلهج قائلاً
آتٍ أنا يا قدسنا
أنا عائد للدّ والرملة ْ
آت إلى غزةْ
آت إلى يافا ورام اللهْ
أنا عائد
لأقبل الأرض الحبيبة عاشقاً

النهر والوديان والشواطي
والسهل والجبل

قسماً بأقصاك الشريفِ سنلتقي
قسمَ المآذن والكنائسِ
عند كل دعاءْ
وشهادة الشهداءْ
إن كنت أعمل للقاء مهجراً
قسماً بك يا أرضنا
يا قدسُنا ـ يا حبنا
وعداً علي أقرهُ
عمري أنا
إن راح قبل لقائنا
من بعد موتي ألتقيك على عجل

نم في ضريحك يا حكيمُ ممجداً
نم خالداً
نم يا حكيم مضمّخاً
بالمسكِ والصندلْ
وأسعد بما آمنتْ
أو قدمتْ
إن السعادة ما أعطيت من مثل ٍ
كُرّمتَ مرتحلاً
أو قبل أن ترحلْ

No comments: