Monday, September 28, 2009

في ذكرى رحيل القائد جمال عبد الناصر


يحيي القوميّون في ٢٨ أيلول من كل سنة ذكرى أليمة على قلوبهم جميعا ، ألا وهي ذكرى رحيل القائد جمال عبد الناصر. ويختارون الكلمات تنميقا ويحبّرون الصفحات سردا لذكراه وقوفا على تاريخ تجربة فريدة في تاريخنا الحديث ... يفعلون ذلك كواجب لا بدّ منه عند البعض ، وكمحطة تاريخية يبكي فيها البعض الآخر الماضي المجيد ، معدّدين ما أنجزه الرجل من بطولات عديدة ... متناسين أن الغاية من إحياء هكذا ذكرى لا قيمة لها لو لم تكن تستهدف المستقبل ، المجال الوحيد للفعل . لذلك فأحسن صدقة تقدّم لروح هذا الرجل أن ينظر القوميون إلى وضعهم الدّاخلي ، ويدركوا أنّ عبد الناصر يتألّم في قبره لما وصلوا إليه من تشتت تنظيمي ، ولما آلوا إليه من فوضى هدّامة ـ كان الرجل في حياته من أشدّ أعدائها ـ ولما تشبعوا به من فردية قاتلة ، عاش عبد الناصر من أجل محاربتها وإثبات فشلها فكان مؤمنا بأنه لا سبيل لتحقيق الأهداف القومية إلاّ ببناء الحركة العربية الواحدة ، لإيمانه العميق – وهو رئيس دولة إقليمية – بأنّ أعداء القومية من إقليمية ورجعية واستعمار وصهيونية .. متربصون بها في كلّ مكان ، ولن يدّخروا جهدا في محاربتها... لا قيمة لإحياء ذكرى رحيل عبد الناصر إذن لو لم تقدّم لنا دروسا في فهم إرادة الفعل الإيجابي عند الإنسان ، ولو لم تكن حافزا للنقد الذاتي لا لجلد الذات من جهة ولا للوقوف بكاء على الماضي من جهة ثانية . لتكن ذكراه نقطة تحوّل في تاريخ الحركة القومية ، يبحث هذه السنة القوميون فيها عمّا يوحدهم ويجمعهم ويؤلّف بين قلوبهم .. تجاوزا لسنوات العمل الفردي و " الشّللي " وترفعا عن أساليب السب والشتم والإتّهامات المجانية ... وتأسيسا لبرنامج عمليّ مستقبليّ تقدميّ يقدّم هدية للرجل في ذكرى رحيله



عن نداء ألحريُّة

No comments: