الأصل المقاومة وليس التفاوض
تضع قوى المقاومة خطط عملها انطلاقاً من تناقضها مع عدوها، واصطفاف القوى وتوازناتها، فدور القوى هو التمسك المطلق بالحق، وفهم شروط الصراع وجوهر اللحظة وليس الحفاظ على القوى نفسها فقط. على هذه القاعدة التي تؤكد ان التناقض مع الاحتلال تناحري، وأن الخيار الذي تعرضه المرحلة هو إما التسوية وإما المقاومة. واي موقف لصالح التسوية التي جوهرها مفاوضات ليس إلا موقفاً ضد المقاومة هدفه الحفاظ على المكاسب اليومية لمن هم في السلطة و/أو من استفادوا وكوفئوا من التسوية ثم شجبوها
إن تنشيط الحديث عن مفاوضات في هذه اللحظة هو تحريك أميركو-صهيوني لأدواتهما في المنطقة لإنعاش المشروع الأميركي للشرق الأوسط الجديد، بعد الضربات التي اعاقته. وهو إعادة اصطفاف قوى التسوية وهوامشها شبه الرافضة التي تتلطى وراء المطالبة بتجميد الاستيطان وتحديد مرجعية أو بنصف مرجعية أو بشبه مرجعية، رافضة فهم التاريخ وتجربة مفاوضات لم تسفر سوى عن اغتيال القضية.تقتضي المرحلة أن نذهب إلى شعبنا، ونحن من أوساطه، لاستفتائه على الأساسيات التالية: هل للعدو حق في ارضنا حتى نتفاوض معه، وهل توحي عقيدته وسياساته لنا بغير وجوب المقاومة؟ ام أن التفاوض هو لحماية مصالح فئات طفيلية وتابعة. وهل يحق لمن شارك في المفاوضات التفريطية "المباشرة وغير المباشرة" منذ بداية المقاومة وخاصة في مدريد/أوسلو أن يستمر في موقعه ودوره. وهل يمكن في عالم رسمي يصطف مع العدو بوضوح ان يوفر لنا مرجعية ولو حتى محايدة؟ تتضمن الإجابة على هذه الأسئلة أن كلاً منا مطالب بالاصطفاف في أحد معسكرين، وليس فيهما معاً: فإما اختيار مبدا/موقف المقاومة الذي يحاول الإجابة والاستجابة لتحدي شّدَة التناقض مع العدو ومن وراءه حتى في أوساط شعبنا وامتنا، وإما الغطس اكثر في الضياع والتضييع التفاوضي الذي يضع مصالح فئات وشرائح في سلطة الحكم الذاتي فوق القضية. ومن حق شعبنا وأمتنا أن يتمسكا بأن القضية لم تعد فلسطينية بحتة وفي أيدي محترفي التفاوض العبثي، سواء باسم م.ت.ف التي قتلوها بايديهم ليرفعوا عند الحاجة جثمانها ليقوم بالتفاوض، وأن الرد على هذا العبث كله هو خيار المقاومة الشعبية الفلسطينية والعربية والإسلامية طويلة الأمد في وجه العدو والمساومة الرسمية. إن المصالحة الوطنية الفلسطينية ضرورة ملحَّة شريطة أن تكون على قاعدة المقاومة لا المساومة
إدعموا جهود مناهضة التطبيع في الاراضي المحتلة والوطن العربي
للتوقيع على ألبيان ,أرسل رسالة للعنوان ألتالي
No comments:
Post a Comment