Saturday, May 15, 2010

فلسطين والعروبة

سليمان تقي الدين
لم تسقط فلسطين في ١٥ أيار ١٩٤٨ على يد الصهاينة في غفلة من العرب. كان الخطر يتهددها منذ مطلع القرن العشرين وعرفوا الكثير عن نشاط الصهيونية العالمية وأهدافها وسياسات الغرب ومخططاته. قاوموا بالثقافة والسياسة والحرب على قدر ما كانوا مستعدين في مرحلة انتقالية معقدة خروجاً من الحكم العثماني إلى الوقوع تحت السيطرة الاستعمارية الفرنسية الإنكليزية
من ثورة الشريف حسين المغدورة من وعود الغرب والسير هنري مكماهون، إلى وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو ولوزان لم تتشكل دولة العرب، ولم تفز كياناتهم المجزأة بالقدر الكافي من المناعة والقوة لمواجهة التواطؤ الغربي الصهيوني. تحت الانتداب تشكلت مجتمعات تتنازعها شرائح سلطوية ساومت على القضية العربية، وناهضت شرائح أخرى الأمر الواقع بنخب سياسية لم يسبق أن تآلفت في مشروع موحد.جمعت الحركة الوطنية مثقفين وقيادات تقليدية على جمهور معظمه من فلاحي الأرياف وصغار التجار والكسبة والحرفيين. تركزت القوى المسلحة في الأطراف حيث تضعف السلطة المباشرة.لم تجد تلك الحركات والانتفاضات التي عمّت بلاد الشام ما يوفر لها القيادة الجامعة والدعم والإسناد والتكامل، فكانت أشبه بعصيان أقاليم على كونها حركة تحرير وطني. كانت هناك فجوة بين القيادة السياسية في المدن الكبرى والأحزاب شبه الحديثة فيها، وبين القوى الشعبية التي كانت مادة تلك الانتفاضات
انخرطت قوى سياسية واجتماعية وازنة في مشروع الدول والكيانات وأخذت تتباعد اهتمامات هذه الفئات عن الهم القومي العربي. في لحظة نشوء الكيان الصهيوني وإعلان دولة إسرائيل لم تكن هناك إرادة سياسية واحدة تجسدها خطة لمواجهة هذا الحدث التاريخي الذي صار يعرف بالنكبة.شكل الاستعمار كيانات وأنظمة على قاعدة التفكيك والتركيب الذي يضمن المصالح الاستعمارية المتعددة، كالنفط والمواصلات، كرعاية الأقليات، كإقامة التوازن الإقليمي الذي يضمن قيام الكيان الصهيوني
لمتابعة ألقراءة أنقر على ألرابط

No comments: