Thursday, May 27, 2010

الحوار الأول مع رفاقنا الذين لا يغسلون جواربهم

الشاعرة الكوبية ميلاغروس جونزالي

يا رجلَ الثورة
يا روحَ الحرية في هذا العصر
ها أنذا ارجع إلى البيت
أتشكل – ثانية – أمرأة عادية
يملؤني الخوف
هذا الصدر
قد هدهد صرخة محرومين
قبل دقائق
يهبط.. يعلو – الأن
خوفاً منك

يا رجل الثورة
ترهقني كل مساء
رجعتك الى البيت
ترهقني صرخاتك
مطالبك: اين الطعامْ؟
اين المحارمَ المكوية؟
يملؤني الخوف القاتل
استهجانك لغبار البيت غير الممسوح
ولم اكن قد وجدت الوقت لمسحه

يا رجل الثورة
يا رجلاً اعطيتك جذري
هل تدرك الشرخَ الحاصلَ في حبي لك
ما بين مهامّ الشارع
وما بين أسرّة اطفالك؟

في البيت تأخذ احسن كرسيّ
لتقرأ.. ويبقى ضَوؤُك في الظل
حتى لايلتقط الكل .. قمعك
المتسلط في اعماقك

تصنع الثورة؟
لم لا؟
فطعامك جاهز.. وقميصك مُنشـّى
وسريرك مرتب.. وحذاؤك لامع
واولادك معافَوْن.. وارض بيتك جاهزة
لتأكل عليها.. أو .. تبصق عليها
حسناً؟
لا
اذهب
فتش عن نفسك حتى الجذر
أنمُ
حتى لا يتركك الكل
وعندها تعلم
سيكون علينا ان نسخن طعام الأولاد سوياً
ويكون علينا ان نغسل اواني البيت
ان نقرأ
ان نكتب
ان نعمل
ان نناقش
سوياً

فالثورة يا رفيق اكثرُ مما تعرف
الثورة اكثر من عضوية حزب
او مجلس
او لجان

الثورة
يا ثائر.. هي ايضاً نحن
الثورة
من يعمل.. من يحرث.. من يطبخ
من يكتب تاريخ انسانية الانسان

والثورة يا حبيبي
ستكون عندما تدرك أشكال القهر
في الشارع.. والبيت
عندما تسكب في جذر عينيك
ليصير السكر ما بين يديك عسلاً حقاً
وعندها
عندما يأتي هذا اليوم
ستكون اخيراً
ارتقيت الى درجة الانسان الثائر



من كتاب
انا...انتِ والثورة: شعر المرأة في العالم الثالث
ترجمة وإعداد د. إلهام أبو غزالة

No comments: