Friday, July 23, 2010

في ذكرى ثورة مصر ٢٣ تموز عام ١٩٥٢

بيان صادر عن حركة القوميين العرب


يا جماهير شعبنا العربي الصابر المكافح
أيها الأخوة في كل مكان
ماذا تبقى من ثورة ٢٣ تموز المجيدة، بعد أن أشعلت لسنوات الثورات التحريرية على امتداد الوطن العربي وفي كل مكان، بعد أن أقامت العدالة ودولة الوحدة الأولى وصروح البناء
لقد استطاع قادة ثورة ٢٣ تموزالعربية المصرية بزعامة القيادة التاريخية الإستثنائية لجمال عبد الناصر إلتقاط اللحظة التاريخية التي التفت إليها العالم أنذاك والمتمثلة بما يلي
انقسام عالمي وظهور المعسكر الإشتراكي الشرقي المناقض في بنيته وأهدافه للعالم الرأسمالي الجائرو المستغل، وفي انتهاء دور الرجعية العربية ووظيفة الرأسمالية المحلية المتكونة وملحقاتها العاملة على مراكمة الإستغلال المركب لشعوبها لصالح الغرب الرأسمالي، ووجود شعب عربي مقهور عركته التجارب المرة وحفزته الإحباطات والنكبات إلى تحول نوعي في الوعي والإدراك لرفض الحكومات القطرية العقيمة، والتطلع إلى الوحدة وتحرير ما اغتصب من أراضيه
إن ما وصل إليه الشعب العربي من تقدم في القرن الواحد والعشرين، كنتيجة للتطور الطبيعي محاكاة للتطور العالمي أو نتيجة لما وصل اليه بالجهد البنائي واستغلال الثروات الطبيعية في أراضيه، فإن هذا التقدم لا يقاس بما كان عليه الوضع في منتصف الخمسينات من القرن العشرين، لكنه بالمقارنة ظل متباطئا إلى حد التخلف قياسا لما يجب أن يكون عليه وبمستويات التقدم العالمية، ومع ذلك فإن هذا الوضع قد أنشأ حالة لها متطلباتها الجديدة مع نشوء أجيال جديدة وتكوين طبقات مجتمعية جديدة، لم تساهم في إنشاء أنظمة هذه الدول كما لا تسمح لها طبيعتها السياسية في إنشاء أنظمة دول جديدة، يمكن أن تنقلب ضد تكوينات السلط السائدة على نظم الدول العربية، وهكذا كان لا بد أن تتحول الأهداف والشعارات والأناشيد إلى عبارات لا معنى لها بالنسبة لها، وإن تغنى بها وأعاد إطلاقها أولئك المتمسكون والباقون في مواقعهم ومناصبهم تعمية لمواقف باتت في معظمها ضد رغبات شعوبها،
إن مبادئ الشعوب القومية في التحرر والوحدة والتقدم وصولا إلى مجتمع الرخاء الاقتصادي و اكتمال حرية الإنسان هي من الثوابت التي تحرص عليها كل الشعوب المستقرة، والتي عملت على إطلاقها وتحقيقها وترسيخها ثورة ٢٣ تموز في مصر وإلى تعميمها في كل دول العالم المستضعف،
لكن بالمقابل فإن تلك الدول ونظمها ومنها معظم الدول العربية قد أحدثت تحولات مجتمعية جديدة لدى شعوبها في مسيرة حكمها، إذ أفقدت ارتباط أعداد متزايدة من الأفراد بالعمل والإنتاج وبما ينتج هذا الإرتباط من تطوير لمفهوم النظم والأعراف وبالتالي ضرورة قيام الدولة الوطنية وترسيخ مفهومها، كما أن الضغوط الدولية المتزايدة من قبل منظومة الدول الخاضعة للرأسمال العالمي أفقدت معظم النظم الدولتية في الدول العربية القدرة على الحركة لمتابعة المطالبة بالحقوق القومية، كما أفقدتها القدرة على متابعة تطوير برامجها الدولتية والإنتقال من مرحلة بنائية إلى أخرى للمساهمة في تطوير إقتصادها أو حتى المطالبة بعدالة حقوقها الوطنية، وقد انعكس هذا سلبا على تطور أدائها السياسي لتعميم الحريات الديمقراطية على غرار الدول الغربية، وبين الثوابت الوطنية والقومية والمتحولات المجتمعية فقد نشأت حالات مرضية مضادة لبقاء الدولة الوطنية في اتجاه مجتمع الفوضى، اتخذت طابع المطالبات السياسية الإنسانية والديمقراطية البريئة، بتغييب متعمد للأسس البنائية في تكوين ونشوء الدولة الطبيعي، ذلك بتحريضات من دوائر الدول الأورو أمريكية، لتقويض كل الجهد البنائي لشعوب تلك الدول كما حدث في العراق،
إلا أن رغبات الشعوب الطبيعية لتحقيق العدالة في مجتمع السلم والوفرة والحريات الديمقراطية، باتت تتناقض كليا مع توجهات معظم السلط العربية وما يتبع لها ولدوائرها من أفراد في حالتها الجديدة، تلك السلط السائرة في اتجاه تقديم المزيد من التنازلات إلى الرأسمال العالمي على حساب طموحات شعوبها، إن كان رغبة في المشاركة الإقتصادية أو الإنخراط في النظام الدولي الجديد سعيا إلى التسويات أو تلافيا للضغوط من أجل الإستقرار، مع الإغفال لدور وطبيعة هذا الرأسمال الذي دأب تاريخيا على السعي إلى مزيد من الربح عبر استثمار أمواله لمزيد من النهب المجاني لثروات شعوب المناطق المقهورة،
إن الشعب العربي بمختلف شرائحه قد صبر وقدم التضحيات من أجل دعم قوى منظوماته الدولتية من أجل إنتاج مجتمع أفضل مجتمع آمن، إلا أن معظم سلطات هذه الدول قد آثرت المغامرة بكل تضحياتها وثرواتها، وبخط معاكس لمبادئ ومسار ثورة ٢٣ تموز، وارتضت أن تقدمها مجانا إلى الدول التي أدمنت النهب والإستغلال، لإنتاج مزيد من الفقر والقهر والفوضى وخراب العمران،
إن وعي الشعوب المقهورة المستغلة لما يدبر لها ووحدة موقفها اللذان يأخذان في كل مرحلة تاريخية أشكالا وأنماطا جديدة في المواجهة، كانت أكبر وأقوى من قدرات القوى العالمية في الإخضاع غير المباشر – الحرب النفسية – الحصار - وخلق العصبيات – الفتن المتنقلة –والتهديدات المباشرة وغير المباشرة، لذا عمدت إلى القوة المباشرة وإلى إصدار قانون إستباحي عالمي لا يحتاج إلى حجة أو دليل لإرهاب العالم بغزو الدول والمدن والمناطق الآمنة وتخريبها وتهجير وإبادة سكانها تلك الممارسات التي شاهدها العالم من شرق آسيا إلى أفغانسان والعراق إلى أفريقيا ولبنان وفلسطين والسودان إلى أمريكا الجنوبية
يا جماهير شعبنا
لم يتبق من ثورة ٢٣ المجيدة سوى المبادئ الثورية وإنجازاتها، ولم يتبق لهذه الشعوب المنكوبة سوى خيار المقاومة بأشكالها وتنوع مضامينها روح الثورة ومبادئها، وهي ترى أمامها مباشرة مصائر دولها وجهدها ومدخراتها ومصائر مستفبل أبنائها،
إن حركة القوميين العرب التاريخية إذ تستذكر أيام ثورة ٢٣ المجيدة في مصر العربية وأيام الكفاح والنضال الإقليمي والعالمي: من أجل تحرير فلسطين والأرض العربية من الإستعمار والنظم الرجعية المتآمرة لإقامة دولة الوحدة العربية وبناء المجتمع الأفضل: فإنها تحي الشهداء من أبطالها ورموزها، وتدعوا في هذه المناسبة سائر المثقفين في الوطن العربي والعالم وسائر الطبقات المنتجة إلى وعي دورهم التا ريخي والعمل من أجل ترسيخ المبادئ الثورية وثقافة المقاومة، والتحرك من أجل تحرير الإنسان والأرض في فلسطين والعراق وسائرالأرض العربية، والعمل على مساندة ودعم الشعوب الناهضة والتوحد معها ضد أشكال الهيمنة العالمية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وتوابعها من الدول الأوربية ودولة الكيان الصهيوني والعملاء المحليين خدمة للرأسمال العالمي،
عاشت الوحدة العربية، عاش الشعب العربي، عاشت حركات التحرر العالمية في آسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، عاشت المقاومة التحريرية المسلحة في فلسطين والعراق، عاش الشباب القومي العربي رافع راية العدالة والكفاح من أجل الوحدة والتحرر والديمقراطية

حركة القوميين العرب

No comments: