Thursday, July 29, 2010

ألترجمة ألعربية لوثيقة بعنوان نزع ألشرعية عن (اسرائيل) قدمت للنقاش في مؤتمر هرتسيليا ألصهيوني قبل أشهر

ترجمة لاحدى اوراق العمل الصدره عن مركز "ريئوت" ألذي هو جمعية اقيمت سنة ٢٠٠٤ برئاسة عيران سيستون من أجل دعم إجراءات تكيف دولة( إسرائيل) مع تحديات القرن الـ ٢١.وكانت هذة ألوثيقة قد قدمت الى مؤتمر المناعة والامن القومي الصهيوني"مؤتمر هرتسيليا" الذي ينعقد سنوياً بهدف التقييم ورسم السياسات الصهيونية لسنوات قادمة محلياً ودولياً


التأمل في مكانة( اسرائيل) في أماكن كثيرة تحول إلى تحد أمام وجودها
تتعرض (إسرائيل) في السنة الأخيرة لهجوم سياسي حاد، ولانتقادات عالمية هائلة قمتها كانت في تقرير غولدستون الذي أجرى تحقيقاً في أحداث عملية الرصاص المسكوب،ولقد تحول التأمل في مكانة( إسرائيل) في أماكن كثيرة إلى تحدٍ أمام وجودها

نرى وجود علاقة مباشرة بين الأحداث الأخيرة والتراجع في مكانة( إسرائيل) الدولية، وبين نتائج حرب لبنان الثانية وعملية الرصاص المسكوب. وحسب تقديرنا فإن خيبة الأمل السياسية والعسكرية خلال السنوات الأخيرة تعبر عن ضعف الرؤية مقابل التحدي المتصاعد لجبهة المقاومة التي تعارض وجود( إسرائيل) على أساس أيديولوجي وقومي عربي و إسلامي بزعامة إيران، وحزب الله و حماس، وتحدي الشبكات التي ترفض وجود( إسرائيل) لعدة أسباب ،وتسعى لنزع شرعيتها

لذلك يتزايد احتمال حدوث اخفاقات أخرى في الصراع من أجل تعزيز (اسرائيل) كدولة يهودية ديموقراطية، وهذا رغم ميزاتها الكمية والنوعية مقارنة مع أعدائها

إن التحدي الذي يواجه (اسرائيل) ينبع من تطورين اثنين

نجاعة استراتيجية التدمير لدى جبهة المقاومة بهدف الوصول إلى تدمير( إسرائيل) بواسطة (توسعها) بواسطة زيادة أعباء الاحتلال، من نفي أو نزع الشرعية، وتطوير عقيدة قتالية غير متماثلة على الجبهة العسكرية وعلى جبهة المؤخرة ومصدر الفكرة هو انهيار الاتحاد السوفيتي، والنظام العنصري في جنوب أفريقيا والنظام الاشتراكي في ألمانيا الشرقية

نجاحات شبكة نزع الشرعية التي تضم شخصيات ومنظمات في الساحات الدولية، وتعمل من أجل تحويل( إسرائيل) إلى دولة منبوذة من أجل أن يتوقف الكيان الصهيوني عن الوجود

المواجهة العسكرية
في حين أن جبهة المقاومة يُفشل كل عملية سياسية تهدف إلى الفصل بين( إسرائيل) والفلسطينيين. أو تعزيز حل الدولتين على أساس عقيدة اللاتماثل القتالية

إن شبكة نزع الشرعية تشوه صورة( إسرائيل)، وتقيد قوتها العسكرية، وتدفع باتجاه حل الدولة الواحدة
الحدث المؤسس في هذه العملية سيكون انهيار حل الدولتين، كإطار متفق عليه لحل

الصراع (الإسرائيلي) الفلسطيني وتبلور حل الدولة كإطار بديل جديد

بذلك نشأ هجوم فعال على النموذج السياسي والاقتصادي (لإسرائيل)، الأمر الذي يوجد معانٍ استراتيجية ملموسة. وقد يتطور إلى تهديد وجودي خلال عدة سنوات

في مواجهة ما تقدم حول اتجاهات التفكير والعمل الصهيوني

يجب تعديل مفهوم (إسرائيل) الأمني بحيث يضمن انتصارات متداخلة، على عدة جبهات وساحات في نفس الوقت: ليس في الساحة العسكرية فقط ولكن أيضاً في الساحة السياسية الدبلوماسية و في ساحة المؤخرة، وأيضاً في ساحة وسائل الإعلام، وبسبب أن هذه الساحات مترابطة بصلات متنوعة، فإنه يجب النظر إليها كإطار واحد

تهديد نزع الشرعية قد يتحول إلى تهديد وجودي، ويجب النظر إلى هذا الخطر على النحو التالي

يجب التنسيق بين أجهزة الاستخبارات، وإيجاد معلومات، والدمج بين مجمل الهيئات المناسبة، وتطوير عقيدة متراكمة ومن ثم العمل من جهة عليها أن تشخص مراكز نزع الشرعية في العالم (لندن، تورنتو، باريس، مدريد، أو منهجة خليج فرانسيسكو) وأن تركز مساعيها فيها، انطلاقاً من تشويش عمل أوساط الشبكة والفصل بين مكوناتها، وبالأخص بين من ينتقدون (إسرائيل) بسبب سياستها ،وبين النشطاء العالميين لنزع الشرعية عن( إسرائيل)

ومن جهة أخرى، يجب على( إسرائيل) أن تنمي شبكتها على أساس الهيئات الدبلوماسية وشبكة سفرائها ، لتضم أشخاص ومنظمات غير حكومية، وتشغيل عملاء وحشد الـ NGOs للعمل ضد الـ NGOs الذين يعملون من أجل نزع الشرعية، والعمل أيضاً على تنشيط الدائرة الدولية في الهستدروت

حشد الجاليات (الإسرائيلية) واليهودية: مثل الأكاديميين، المنظمات غير الحكومية ورجال الأعمال و الطلاب( الإسرائيليين) في الخارج، ويجب حشد هذه الجاليات استعداداً لتعاونها مع الخارج، وبالإضافة إلى ذلك يجب التوظيف في حشد الجاليات اليهودية ويجب عدم النظر إلى التزامها كمفهوم موجود بذاته

إعادة تنظيم الهيئات الدبلوماسية في الخارج، واضح أنه يجب زيادة الممثلين الدبلوماسيين في الخارج بصورة كبيرة وفقاً للاحتياجات الجديدة، ولكن المهم أيضاً إحداث إصلاحات شاملة داخل وزارة الخارجية بحيث تكون شبيهة بالهيئات الأخرى التابعة للهيئة الأمنية من ناحية فهم التجنيد، والإدارة واستخدام وتشغيل الطاقة البشرية

تأهيل مجموعة من زعماء استراتيجيين للانخراط في المواقع الأساسية في المجال( الإسرائيلي) واليهودي العام، وكذلك تشخيص فرص أو مفاجآت استراتيجية ربما تواجهنا، ومن قدرتنا على تطوير معلومات حول هذه الفرص أو المفاجآت. وحشد المجموعات المناسبة من الأشخاص في المواقع ذات الصلاحية، والزعامة والتأثير على التغيرات المطلوبة

بعد حرب لبنان دعا مركز ريئوت إلى تعديل مفهوم الأمن وسياسة( إسرائيل) الخارجية بهدف المساهمة في إعادة التفوق

التقليدي (لإسرائيل )في مواجهة خصومها للتأثير على لجنة فينوغراد وتوصياتها، والعمل على ادراج رؤية المركز في توصيات اللجنة رغم أننا عرفنا بأن هذه المواضيع موجودة خارج تفويض اللجنة

حرب لبنان الثانية وعملية الرصاص المسكوب تكشفان قوة جهات نزع الشرعية
في السنوات الأخيرة تم كشف وجود فجوة مهمة بين مكانة( إسرائيل) لدى الزعامة السياسية في كافة أنحاء العالم وبين مكانتها العامة

جبهة المقاومة ترفع استراتيجية الإبادة التي هدفها الوصول إلى تدمير( إسرائيل )، ونزع شرعيتها وتطوير عقيدة قتالية غير متماثلة على الجبهة العسكرية وعلى جبهة المؤخرة، وعلى ضوء هذا المنهج وصلت إسرائيل إلى ضعف في الرؤية

تبلور جبهة تعمل في مجال نزع الشرعية في الساحة الدولية، وهذا بهدف تحويل( إسرائيل) إلى دولة منبوذة من أجل أن يتوقف وجود الكيان الصهيوني. وهذه المعركة تكشف ضعف جهود( إسرائيل) في الخارج

المفهوم الأمني للاستيطان اليهودي في فترة " دولة في الطريق " استند إلى حد كبير على الانطباع الذي تركه التمرد العربي الكبير ( ١٩٣٦-١٩٣٩) وعلى تطور قوة الحماية العبرية منذ حركة بن غوريون أو منظمة الحارس. خلال التمرد واجه الاستيطان ميليشيات عربية غير منظمة وغير منسقة فيما بينها، وشكلت تهديداً على أشخاص وعلى مستوطنات معزولة، ولكن ليس على كل الجالية اليهودية. وعملياً فإنه باستثناء الفترة القصيرة التي هدد فيها الجنرال النازي رومل باجتياح أرض (إسرائيل). لم يواجه الاستيطان اليهودي خطراً وجودياً خلال فترة الانتداب البريطاني

الثورة في المفهوم الأمني في أعقاب سمينار بن غوريون من ميليشيا إلى جيش، ومن زعامة سياسية إلى زعامة عسكرية في عام ١٩٤٧ تحمل ديفيد بن غوريون رئيس إدارة الوكالة اليهودية وزعيم الاستيطان في ذلك الحين المسؤولية عن الحقيبة الأمنية للاستيطان، وفي ذلك الوقت كان واضحاً أن الانتداب البريطاني سوف ينتهي وأن دولة (إسرائيل) ستقوم بدلاً منه

لم يكن لدى بن غوريون تجربة أمنية،ومن أجل إعداد نفسه للمهمة الجديدة كرس حوالي ثلاثة شهور لسيمينار ذاتي زار في إطاره بن غوريون وحدات الهاغانا والتقى مع مقاتلين كبار وصغار على حد سواء، وقرأ الكثير حول عقيدة الحرب وتعمق في الثقافة الشرقية والغربية، وقد قام بتوثيق عمله ونتائجه وخلال السيمينار وصل بن غوريون إلى نتيجة مفادها أن الاستيطان اليهودي غير مهيأ لمواجهة التحدي الأمني الذي سيشكله اجتياح عربي بواسطة جيش أو بواسطة تحالف جيوش لأرض (إسرائيل) مع انسحاب الانتداب البريطاني. وكانت النتيجة وضع أسس لمفهوم أمن دولة( إسرائيل) والذي على أساسه أقيم الجيش( الإسرائيلي), وأوصى معهد ريئوت الحكومة (الاسرائيلية) بتشكيل شبكة مضادة في مراكز نزع الشرعية عن( اسرائيل) وأن تشكل مواقع أمامية وخلص التقرير إلى أنه على اسرائيل مهاجمة ظاهرة (نزع شرعيتها) وفي موازاة ذلك معانقة أولئك الذين يوجهون انتقادات شرعية ضد( اسرائيل) والتقرب منهم وعدم مقاطعتهم

وخلصت الوثيقة إلى أن منهج التدمير الجديد: هجوم على النموذج السياسي الاقتصادي (لإسرائيل) كما قالت فإن جبهة المقاومة وصلت إلى نتيجة أن المواجهة المباشرة مع الجيش (الإسرائيلي) في ساحة المعركة لن تؤدي إلى تصفية( إسرائيل) وأن منهج التخريب قد فشل ولا يوجد سبب أو قدرة لبناء جيوش تكون قادرة على هزيمة( إسرائيل). وبالإضافة إلى ذلك فإن هجوم مباشر هدفه تدمير( إسرائيل) سيحشد تأييد العالم (لإسرائيل) وسيؤدي إلى وحدة الصفوف في داخلها , وتستند الوثيقة إلى عدة أمثلة معاصرة وعلى سبيل المثال: دول لم تعد تُحتل ، في حين أنه في الماضي اختفت دول بعد أن تم احتلالها على يد دول أخرى، فإنه بعد الحرب العالمية الثانية تحول استخدام القوة العسكرية لاحتلال دولة إلى عمل غير مقبول

وفي مقابل ذلك فإنه في العقود الأخيرة انهارت عدة دول نتيجة لفقدان بنيتها السياسية والاقتصادية. والأمثلة البارزة لذلك تضم جنوب إفريقيا، الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية. وعملياً فإن عدد الدول التي انهارت في هذه الفترة أكبر من عدد الدول التي تم احتلالها وتصفيتها بالقوة العسكرية

التوسع الزائد هو سبب مركزي لانهيار دول. هذه الظاهرة تحدث عندما ينشأ انعدام في التوازن بين الموارد من جهة. وبين الالتزامات والاحتياجات من الجهة الثانية، أو بين الأيديولوجيات الحاكمة وبين الواقع

لا يوجد لشبكة نزع الشرعية رئيس،و لا يوجد زعيم ولا حتى مقر قيادة ، إدارة أو زعامة توزع الأوامر أو التوجيهات. ومعظم الوحدات التي تعمل لخدمة هذه الفكرة غير مرتبطة بعضها البعض من ناحية تنظيمية

القاسم المشترك بين وحدات الشبكة هو الأيديولوجية ورفض وجود (إسرائيل) وتنوع الأسباب التي تدفع الوحدات المختلفة لعمل وفق هذه الروح واسع

عدد صغير نسبياً من مراكز النشاط يقود عملية نزع الشرعية، ومراكز النشاط هي بشكل عام مدن عالمية تمركز فيها وسائل إعلام دولية، مؤسسات سلطة وقانون، مؤسسات أكاديمية رائدة، منظمات غير حكومية دولية، أو منظمات حقوق الإنسان. وعلى الرغم من وجود تشابه في أساليب عمل المراكز فإن كل واحد منها يبدو ذا خصوصية من الناحية الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية. ومن بين المراكز البارزة في موضوع نزع الشرعية يمكن ذكر لندن، مدريد وتورنتو، ومنطقة خليج سان فرانسيسكو، وجامعة باركلي وبروكسل

تنوع المبادرات المستقلة في أنحاء العالم، كما قلنا فإن وحدات الشبكة تعمل في محيطها المعروف وفقاً لمنهجها ورغبتها الحرة، رأيها وقدراتها انطلاقاً من الدراسة والتكيف مع الواقع المتغير في النسيج الاجتماعي المحلي. فعلى سبيل المثال اصطدم رئيس الحكومة أيهود أولمرت بمظاهرات طلاب محليين في كل واحدة من محاضراته في أنحاء الولايات المتحدة وأيضاً شاحر فار تواجه مظاهرات ضدها في أنحاء العالم

شبكة نزع الشرعية، يوجد رموز، أبطال، أحداث مهمة وما شابه ذلك، على سبيل المثال محمد الدرة أو راشيل كوري التي قتلت في غزة على يد بلدوزر( إسرائيلي)، يشكلون رموزاً للنضال، كما أن الكوفية التي اعتاد عرفات على ارتدائها تحولت إلى لباس مقبول وموضة، ومؤتمر دربان يشكل حدث مؤسس بالنسبة للشبكة

نزع الشرعية يتطور بواسطة محفزين يؤدون عملهم بواسطة جمع المعلومات ونشرها، وتطوير معلومات وأفكار جديدة لنشاطات مقاطعات، دعاوى قضائية، وما شابه ذلك المبادرة إلى إحياء مناسبات وإقامة مظاهرات وتجنيد وحدات أخرى لعمل، تعزيز المعرفة، الكفاءة ووصف الشبكة وما شابه ذلك

المشكلة مشابهة وهكذا يجب أن يكون الحل أيضاً ولذلك فإن ما تم في جنوب إفريقيا البيضاء يمكن أن يتم في( إسرائيل): إلغاء الحقوق الزائدة للأقلية البيضاء وإقامة نظام يستند على مبدأ الصوت الواحد لكل واحد، فقط حل الدولة الواحدة سيؤدي إلى حل حقيقي للنزاع (الإسرائيلي) الفلسطيني وليس فقط في أراضي الضفة وقطاع غزة وإنما أيضاً في (إسرائيل). وبالإضافة إلى ذلك فإن حل الدولة الواحدة هو فكرة بسيطة تلائم مفهوم عالم أوروبي ليبرالي

الفخ (الإسرائيلي) في الساحة الفلسطينية: البقاء أو الخروج
- كما قلنا فإن التوازن القيمي للصهيونية يستلزم حلاً إقليميا وسطا في الساحة الفلسطينية، إنهاء السيطرة على السكان الفلسطينيين ورفع المسؤولية عنها. إلا أنها عندما تحاول تنفيذ هذا المنهج تصطدم (إسرائيل) بمشكلة صعبة

المنهج الأمني( الإسرائيلي): البقاء،هذا المنهج يؤكد الخشية من أن كل منطقة ستنزع منها (إسرائيل) سيتم استخدامها موقعاً لعمليات معادية ضدها بواسطة النيران الصاروخية نحو المراكز السكانية بمساعدة إيرانية. وهذا التهديد سيتعاظم كلما كانت دلائل سيادة السلطة الفلسطينية قريبة أكثر لدلائل سيادة دولة، وبالتأكيد إذا سيطرت على المجال الجوي وعلى المعابر الحدودية. ولذلك فإنه على( إسرائيل) أن تستمر في السيطرة على الضفة الغربية خلال المستقبل المنظور وربما أن تعمل على تجديد سيطرتها على غزة

المشكلة: هذا المنهج يخدم استراتيجية التدمير التي تتبناها المقاومة التي تسعى إلى تكريس سيطرة إسرائيل في الضفة، وشدها للعودة إلى غزة من أجل تعزيز التوتر بواسطة إفشال العملية السياسية والعمل ضد السلطة الفلسطينية

المنهج السياسي( الإسرائيلي): الخروج، هذا المنهج يؤكد الخشية من أن عدم خروج( إسرائيل) من الضفة أو إعادة احتلال غزة. سترجح كفة الديموغرافيا لصالح الفلسطينيين، وهذا الأمر سيخدم فكرة نزع شرعية( إسرائيل) لدرجة تحويلها إلى دولة منبوذة. ولذلك

على( إسرائيل) أن تنهي بأسرع وقت ممكن سيطرتها في مناطق الضفة الغربية

المشكلة: هذا المنهج يخدم الحرب غير المتماثلة ضد( إسرائيل) ويتيح المجال لبناء قواعد للعمليات الإرهابية وللمقاومة المسلحة على حدود إسرائيل)(
وفعلاً فإن إسرائيل تتحرك كالبندول بين المنهج السياسي والمنهج العسكري المذكور أعلاه. وخلال السنوات ال ١٥ الأخيرة تبين أن كل محاولة لمواجهة أحد التهديدات يعاظم من التهديدات الأخرى

التفوق العسكري والتكنولوجي (لإسرائيل) هو درع في الساحة العسكرية يتوقع أن يكون تفوق( إسرائيل) العسكري والتكنولوجي كافي من أجل ضمان وجود( إسرائيل)، حتى لو لم تنجح دائماً في إخضاع جبهة المقاومة مثلما حدث في حرب لبنان الثانية

التهديد المتطور في الساحة السياسية الدبلوماسية هو تهديد استراتيجي، المنهج الذي ينظم جبهة المقاومة هو سياسي دبلوماسي، وهدفه هو الوصول إلى تدمير (إسرائيل) من الداخل على غرار ما حدث لجنوب أفريقيا البيضاء والاتحاد السوفيتي. اللذان انهارا نتيجة ضغوط سياسية واجتماعية داخلية. وضغوط اقتصادية وسياسية دولية. وكما قلنا فإن دول كثيرة اختفت وزالت نتيجة انهيار نموذجها السياسي والاقتصادي

المنهج العسكري لجبهة المقاومة ثانوي، ولذلك يجب على( إسرائيل) ضمان انتصارات متداخلة، جبهة المقاومة تدرك

تفوق( إسرائيل) العسكري الحالي. ولذلك فإنها تمتنع قدر الإمكان عن الصدام المباشر معها. ولذلك يجب على( إسرائيل) أن تضمن انتصارات متداخلة على عدة جبهات وساحات في وقت واحد: عسكرياً، سياسياً، إعلامياً وفي المؤخرة. وبسبب أن هذه الساحات مرتبطة بصلات متنوعة فإنه يجب النظر إليها كموضوع واحد

تفوق( إسرائيل) العسكري والتكنولوجي لم يمنع حالة الضعف الاستراتيجي. تتميز جبهة المقاومة بتفوق مفاهيم نشأ عن طريق مجموعة أفكار وأساليب أداء تنتج له ومن المتوقع أن تستمر في أن تنتج له وبشكل منهجي إنجازات مقابل (إسرائيل). وهذا الضعف يعزز من احتمال إخفاقات متكررة لعمليات سياسية أو عسكرية تهدف إلى تعزيز وجود( إسرائيل) كدولة يهودية وديمقراطية.
ديناميكية جديدة تخلق تهديد من نوع جديد، الربط بين جبهة المقاومة وإستراتيجية التدمير وبين شبكة نزع الشرعية. هو الذي يؤدي إلى حدوث تآكل في مكانة( إسرائيل) الدولية في الفترة الأخيرة. وحتى الآن لم تجد المؤسسة الإسرائيلية رداً مناسباً على التحديات التي يخلقها هذا

نفي الشرعية هي أيديولوجيا وليس فقط مشكلة إعلامية. النقد الموجه من قبل أوساط ثقافية في الغرب ضد وجود إسرائيل هو أيديولوجي ولذلك لا يمكن حل هذه المشكلة بواسطة الإعلام. وفي حين أن اللاسامية الكلاسيكية ركزت على رفض حق اليهود في العيش كأعضاء متساوين في المكانة في مجتمع حر، المعادة الجديدة لليهودية ترفض حق الشعب اليهودي في العيش كعضو متساوي في الحقوق والمكانة في أسرة الشعوب

التمثيل الدبلوماسي الخارجي غير منظم للرد على تحدي نزع الشرعية

)في هذه المجالات وفي مجالات أخرى لا يوجد (لإسرائيل) سياسة خارجية ووزارة الخارجية لا تديرها، فعلياً تتبلور سياسة( إسرائيل نتيجة لعمليات هيئات الإدارة المختلفة التي تعمل بتنسيق جزئي فقط. وفي بعض الأحيان تعمل بعض الهيئات بدون تبادل معلومات مهمة فيما بينهم

السفير ليس هو صاحب البيت في السفارة، فمختلف وزارات الحكومة لا تنظر إلى وزارة الخارجية كعامل يقود السياسة الخارجية، وممثلي الوزارات في الخارج غير خاضعين للسفير أو ملزمين بواجب رفع التقارير إليه أو إلى وزارة الخارجية

التمثيل الدبلوماسي الخارجي( الإسرائيلي) تحدد في سنوات الخمسينيات والستينيات ويجد صعوبة في إيجاد رد يتناسب مع دبلوماسية القرن ال ٢١، وزارة الخارجية (الإسرائيلية) تحددت من ناحية البنية والمفاهيم في سنوات الخمسينيات والستينيات وهي تعمل وفق مناطق جغرافية ومهيأة للعمل مقابل دول. ولذلك فإن التحدي المركب الذي تواجهه إسرائيل في الساحة الدولية يصطدم مع مؤسسة سياسية

ودبلوماسية( إسرائيلية) ضعيفة

يجب تشغيل شبكة سفراء غير رسميين ، يمكن حشد وتنظيم أشخاص يستطيعون المساهمة في مكافحة نزع الشرعية بواسطة حوافز، توجيه الانتباه وتشجيع التعاون. والهدف بشكل خاص هو رجال الأعمال، الأكاديميين( الإسرائيليين) الذين يعيشون في الخارج، فنانين ما شابه ذلك وبشكل خاص يمكن أن يتم لهذه الغاية حشد منظمات هامة( لإسرائيليين) في الخارج بالإضافة إلى منظمات يهودية محلية

تعزيز NGOs للعمل مقابل ال NGOs كما قلنا فإن شبكة منظمات غير حكومية في أماكن مختلفة في العالم تحرك عزل الشرعية الإسرائيلية). ومعظم منظومات علاقات مع هذه المنظمات في (إسرائيل) هي مع جمعيات (إسرائيلية) تؤيدهم. ولذلك فإن هناك ضرورة (لتشجيع منظمات غير حكومية موالية (لإسرائيل) والعمل على بناء وتطوير علاقات قوية معها على المدى البعيد

تعزيز وتقوية الدائرة الدولية في الهستدروت، إحدى الساحة المركزية التي تعمل فيها شبكة نزع الشرعية هي ساحة النقابات العمالية والتجارية. وهناك يقف في هذا المجال مبدئياً ثلاث أشخاص فقط هم أعضاء الدائرة الدولية في الهستدروت وكل النشاطات الدولية للهستدروت والمنظمات التي تركبها تمر عبر هذه الدائرة. ولذلك فإن توسيع الدائرة الدولية في الهستدروت، وتعزيز مواردها قد يؤثر على مكانة( إسرائيل) لدى منظمات العمال والتجارة في العالم، وقد يوفر الرد الجزء على تحدي الأداء مقابل منظمات غير حكومية في الخارج

No comments: