Monday, August 2, 2010

جوره المفاوضات

يوسف فضل
ول يا جماعة شو مالكم...الأمن مستتب والأمور تسير على خير حتى انه صار عندنا سينما......الرئيس محمود عباس كان لا بد أن اسمح لنفسي قبل الكتابة بدعوتها لتناول كوب من الشاي أعددته خصيصا لها مكون من خلطة الصفوة وهي: الشاي وعشبة الزعيتمانه والميرامية والهيل.وسواء كانت المفاوضات بث مباشر أم غير مباشر وسواء كانت بغطاء عربي ، الذي لا يستطيع إزالة بل إزاحة مخصوم(نقطة تفتيش) ما بين جنين ونابلس، أو أمريكي أو أنها شأن فلسطيني فهي مفاوضات جوره للشعب الفلسطيني
والجوره هي الحفرة وتستخدم بالمعنى السلبي فإذا حفرت جوره لشخص ما فهو قد تلقى المقلب . وقد حفروا لنا ألجوره ووقعنا فيها بشر أعمالهم وأعمالنا . وجوره البيت (Septic Tank) هي نقطة تجمع المجاري ، أكرمكم الله ، فيقال شفطنا ألجوره أي نضحنا المجاري. والمفاوضات المباشرة وغيرها دائما تحتاج إلى إعادة نضح حتى يبعدوا الرائحة الكريه مؤقتا
فالمفاوضات مصطلح استغفال ومواساة لنا للحفاظ على صبرنا وطول انتظارنا . ألم تكن المفاوضات مباشرة زمن شارون ؟ فين أيامك فين يا شارون! ثم تحولت إلى غير مباشرة وسرية والآن التنازل المقدم لنا من طرف( إسرائيل) هو الدخول في مفاوضات مباشرة . وفي كل جور (جمع جوره) المفاوضات تناقش الأجندة (الإسرائيلية) التي هي بمثابة تحدث الرجل إلى فأر يكاغي . فالمفاوض الفلسطيني لم يبق في جيبه أي حرف من أحرف اللغة العربية يمكن أن يساوم عليه . هل هناك شيء لم يتنازل عنه؟ . لم يبق إلا وان يعلن المفاوض الفلسطيني اعتناقه للديانة اليهودية . وهذا التنازل سترفضه( إسرائيل) ( لو خبيبي فشر توا ) . باختصار ينظر المفاوض الفلسطيني للتحدث
مع( إسرائيل) على انها مناورات ومغامرات ومكاسب ومغانم تحسين وضع ومعيشة أفراد السلطة .سمعت قارئ يقول معقوووول
ثلاث خطوات إلى الوراء
كان وزير خارجية اسبانيا الحالي ميغيل انجيل موراتينوس المفوض الخاص للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط سابقا له ركن خاص في مكتب السيد عرفات في المقاطعة لأنه كان يقضي ساعات عمله مع عرفات إذ كان يثني عرفات بالوعود على عدم حل السلطة وان الوضع الفلسطيني التفاوضي سيتحسن لكن أخيرا أدرك عرفات أنه وقع في ألجوره وانه سيكون شاهد زور على تصفية القضية الفلسطينية مع أن عرفات ( الله يرحمه كان يعرف كيف يتنازل بشجاعة) كان من ضمن جوقة الاوركسترا التي تعزف على تصفية القضية الفلسطينية
أي انه كان من زمرة الاستلام وقدم الكثير من التنازلات لكنه توصل إلى قرار حل السلطة لان حل السلطة سيلخبط التوجهات
الإسرائيلية) والأمريكية أي علي وعلى أعدائي لكن طلعت عليه وحده بعد ما اجلس الشعب الفلسطيني على خازوق .وقاحة الوقاحة أن هناك (نفر يدافع عن بطولة الهزيمة
خطوتان للوراء
في رسالة التطمينات التي أرسلها محامي الشعب الفلسطيني السيد أوباما للسيد عباس وحثه على البدء في المفاوضات المباشرة استوقفتني بعض التعبيرات المستخدمة في رسالته : الأولى جاءت في البند ١١ وهي ( الأرضي الحرام) . حرام لمن وعلى من . حرام على الشعب الفلسطيني وستصبح حلالا (لإسرائيل) بموافقة فلسطينية. أم حراما لان أصحابها غير معروفين أي أنها أرضا وشعبا نكره . ما هو التكييف القانوني للمحامي أوباما لهذه الأراضي الحرام ؟ وجاءت التعبيرات الثانية في البند ١٣ أن الوقت (وقت الشجاعة والقيادة) . رجعنا إلى نغمة سلام الشجعان التي لا زلنا نعاني منها . وهل القيادة الفلسطينية طوال الفترة السابقة من تاريخ عزيمتها للعودة إلى جزء من ارض فلسطين وكل هذه التنازلات لم تكن شجاعة ، أرى أن (إسرائيل) عدو جاحد لنعمة التنازلات الفلسطينية ، والآن الفعل فعل الرجال بالإجهاز النهائي على الشعب الفلسطيني ، هذا مفهوم الشجاعة عند المحامي أوباما
خطوة للوراء
عند نقطة التفتيش( الإسرائيلية) على جسر نهر الأردن هناك جوره في الجانب (الإسرائيلي) محفورة خصيصا لإنزال أي مسافر فلسطيني يشك في حقائبه أنها تحمل متفجرات . فيطلب الجندي الإسرائيلي من المسافر النزول للجوره وهو يحمل حقائبه ويفتحها أمام الجندي الذي يراقبه فإذا اطمئن الجندي( الإسرائيلي) أخرجه من ألجوره وأكمل المسافر باقي الإجراءات . طبعا الجندي( الإسرائيلي) يعرف انه لن يحمل أي مسافر معه متفجرات لان معظم المسافرين هم فلسطينيين أيضا من الغباء حمل متفجرات بهذه الطريقة المكشوفة . لكنها طريقة مكشوفة لإذلال الفلسطيني
تساؤلي كم من جولات وجلسات وساعات المفاوضات سيحتاج الجانب الفلسطيني لإزالة هذه ألجوره ؟ فكروا شوية وردوا علي.خطوة الصفرختايرنا ، يرحمهم الله ويرحمنا، ماتوا وعلى صدورهم الراديو ومؤشر الراديو على محطة " هنا لندن " أو محطة " صوت العرب" . ونحن سنموت ونحن يتسلى بنا وأنوفنا تزكم برائحة نضح جوره المفاوضات كلما امتلأت

No comments: