Saturday, January 28, 2012

رسالة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ألفذ أحمد سعدات في ذكرى مرور عشرة أعوام على اعتقاله هو رفاقه من عزله في سجن نفحة الصحراوي

الأعزاء
أحييكم وأحيي من خلالكم جماهير شعبنا الصامدة في كل أماكن تواجدهم بالداخل والخارج.....
أحيي شهداء شعبنا في محطات نضالنا الوطني المتعاقبة الذين دفعوا حياتهم ودمائهم فداءاً للأرض والشعب والقضية الوطنية...
أحيي أسرى وأسيرات الحرية في السجون والمعتقلات الصهيونية وفي كل مكان على امتداد الأرض حيث يناضل الإنسان من أجل الحرية في مواجهة الظلم والعسف والطغيان
أحيي هؤلاء جميعاً ونعاهدهم معاً على أن نظل على طريق النضال حتى تحقيق الأهداف التي ضحوا أو استشهدوا أو أسروا من أجلها

الأعزاء 
من المؤسف أن نقف اليوم لإحياء مناسبة ارتبطت مباشرة بسياسة الاعتقال والتنسيق الأمني والرضوخ للإملاءات الإسرائيلية والأمريكية ، هذه السياسة التي شكلت انتقاصاً وتجاوزاً لكل قواعد وأخلاقيات العمل الوطني ومست بشرعية المقاومة، ودفع العشرات حريتهم لسنوات مفتوحة وطويلة في سجون الاحتلال ثمناً لها 
وعليه فإن وقفتنا هذه هي دعوة بل صرخة لوقف الاعتقال السياسي على خلفية الانتماء أو مقاومة الاحتلال وخاصة أن هذه السياسة لا زالت مستمرة بل وتوسع نطاقها على خلفية الانقسام لتأخذ أبعاداً جديدة إضافية وتحت مسميات متنوعة. إنها دعوة لوقف كل الانتهاكات لحرية وحقوق المواطن الفلسطيني وللديمقراطية بكافة تعبيراتها. إنها دعوة لإنهاء الانقسام وترجمة كل الاتفاقيات والتوافقات لتحقيق المصالحة والخروج من دائرة التشرذم والصراع غير الديمقراطي والانقسام، مصالحة تفتح الباب وتؤسس لإعادة بناء وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على أسس وطنية وديمقراطية وفق آليات الانتخاب المباشر على أساس نظام التمثيل النسبي الكامل لكل المؤسسات وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية أداة وحدة شعبنا ونضاله الوطني لتعبر عن كل أطياف وتعبيرات شعبنا السياسية والاجتماعية.
مصالحة ينتج عنها إعادة وبناء وصياغة البرنامج الوطني السياسي لإدارة صراع شعبنا مع الاحتلال ببرنامج يعيد الأولوية والاعتبار لنضالنا المركزي والرئيسي مع الاحتلال. برنامج يخرجنا من دائرة المفاوضات العبثية تحت أي مسمى كانت ( استكشافيه، نزع الذرائع) وغيرها. هذه المفاوضات التي لا يختلف اثنان أنها افتقدت للمرجعية المتوازنة المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية، كما لا يختلف اثنان على أنها أخفقت ووصلت إلى طريق مسدود بل وشكلت غطاءاً لجرائم الاحتلال ضد الشعب والأرض والمقدسات
بديلنا هو برنامج يرتكز على المقاومة والثقة في قدرة شعبنا على تحقيق الانتصار، ويرتكز في أداوته للنضال السياسي والدبلوماسي على نقل ملف القضية إلى الأمم المتحدة ومرجعية قراراتها. وتحميل المجتمع الدولي لمسؤوليته بوضع دولة الاحتلال تحت القانون الدولي وليس فوقه، وإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تستجيب لحقوق شعبنا الوطنية وفي مقدمتها الحق في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس
أخيراً هي دعوة لإسناد نضال الأسرى والأسيرات من أجل الحفاظ على مكتسبات نضالهم وحقوقهم المطلبية والإنسانية العادلة، وحشد الجهود وتكثيفها لتدويل قضيتهم وإعادة الاعتبار لمكانتهم السياسية والقانونية كأسرى حرب وفق القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة والثالثة وتوفير الحماية لهم في إطار توفير الحماية لعموم شعبنا.
وفي الختام أحييكم وأؤكد لكم ومعكم أن طريقنا مليء بالتحديات التي تعترضنا وكلنا ثقة بقدرة جماهيرنا وصمودها ومقاومتها وهي قادرة على تحقيق النصر وأن قدرتنا على توظيف الثورات العربية والتغيرات الإقليمية والدولية لا يتم إلا بتحقيق وحدتنا الوطنية 
المجد للشهداء
الحرية لأسرى والأسيرات
والكرامة لشعبنا
وإننا حتما لمنتصرون
أحمد سعدات
عزل نفحة الصحراوي 
١٩/١/٢٠١٢

No comments: