محمد نعيم فرحات
طوبى لمن ذهبوا إلى حتفهم دون أن يهنوا، وحملوا راياتهم حتى الرمق الأخير رغم عسف الدروب وتحولاتها
قلما اجتمعت الصدقية وصفاء المرجعية الأخلاقية ونصاعتها والرهافة والحساسية في رجل، كان مشغولا بالسياسة وينتمي لتاريخ صعب وملتبس، مثلما اجتمعت هذه القوة في شخص جورج حبش وسلوكه. ويتعلق الأمر هنا، بشخص قام من صميم "عذابات شعب لا تطاق" ومن رهاناته التي تعودت على أن تعيد إنتاج نفسها من وسط الانكسار والخيبة والخذلان. وقد تفوق حبش في هذه الخاصية على كل أبناء جيله. وفي صلب أوضاع وإحداثيات وحراك مركب، كان جورج حبش يسير فيها صعودا ونزولا، تحمله وترافقه خصلة جوهرية ظلت تلازمه حتى لما بعد مثواه الأخير، إنها خصلة صدقية الموقف: سواء كان هذا الموقف مناسبا سياسيا و أيديولوجيا أم لا
لقد أفصح حبش عن هذه الصدقية في كل الظروف والأحوال، وقدما مع الزمن لم تعد الصدقية عنده محض خصلة رفيعة وعالية فقط، لأن حبش حولها لأيقونة في حياته. وعندما ضاقت المقاربة الفلسطينية بنفسها وبقدرتها على بلورة رؤية مناسبة للمشاكل والحلول. وتاهت هنا أو هناك
غادر جورج حبش تردي المسرح السياسي الفلسطيني، ولكن ليس إلى: اللامبالاة أو الإستقالة من الدور، أو نحو راحة ما، كانت متاحة بكل حال، بل غادر إلى قواعده الأولى، ووضع رهانه هناك، في إطاره الطبيعي والتاريخي والقدري معا محور الرهان على عروبة أصيلة بنسقيها الإسلام الأصيل والمسيحية الشرقية الأصيلة
لتكملة قراءة هذا المقال ولقراءة مقالات اخرى عن الحكيم انقر على الرابط
No comments:
Post a Comment