Sunday, February 7, 2010

عائد إلى حيفا تثير فزع يهود فرنسا


بعد مرور ما يزيد عن ٣٧ سنة على اغتيال غسان كنفاني، الكاتب والصحافي والمناضل الفلسطيني، ما زالت أفكاره تثير فزع الأوساط الصهيونية، داخل إسرائيل وخارجها. ولقد اعترضت جمعيات يهودية فرنسية على عرض جنوب باريس، لمسرحية بعنوان أرض الميعاد مأخوذة عن رواية عائد إلى حيفا لكنفاني
ووصف الارهابي آلبير ميارا، الأمين العام لاتحاد المؤسسات اليهودية في المنطقة، الكاتب الفلسطيني الراحل بأنه إرهابي ، كما وصف بلدة آركوي، التي تستضيف المسرحية على خشبة مركزها الثقافي ويربطها تعاون تاريخي مع مدينة الخليل في
الضفة الغربية بأنها أصبحت حماس لاند .ولم يظل المكتب الوطني الفرنسي لمراقبة معاداة السامية بعيدا عن المعمعة بل أصدر، أمس، بيانا وصف فيه كنفاني، بأنه كان 'الذراع اليمنى للإرهابي الدولي جورج حبش ,زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين , على حد وصفه، مضيفا أن المسرحية تخدم الدعاية الإسلامية الفلسطينية . كما انتقد التحيز الكبير الذي تفسحه البلدة للفنانين الفلسطينيين ولقضيتهم، الأمر الذي يهدد، حسب زعمه، أمن اليهود المقيمين بها
لوران دو فيلبان، مدير الإعلام في بلدية آركوي، لم ينكر 'الحساسية التاريخية' التي تربط البلدة بالفلسطينيين. لكنه أشار إلى أن مركزها الثقافي ينظم أيضا، أسبوعا للثقافة اليهودية كل عام. أما آن بويك، مديرة مكتب عمدة البلدة، فأوضحت أنه سبق للمسرحية أن عرضت ٢٥٠ مرة في مناطق مختلفة، وقد شاهدها المسؤولون عن البرمجة الفنية، بينما كانت تقدّم على أحد مسارح مدينة ليل، أقصى شمال فرنسا، ولم يجدوا في محتواها أي خروج عن اللياقة، ولا انحيازا لجهة دون غيرها
هذا، وتحكي عائد إلى حيفا رواية كنفاني، الذي اغتيل في لبنان عام ١٩٧٢، حكاية سعيد وصفية، الزوجين الفلسطينيين اللذين هربا من حيفا، سنة النكبة عام ١٩٤٨، تحت تهديد العصابات الصهيونية التي اقتحمت المدينة، وتركا في الخضم طفلهما الرضيع. وبعد ٢٠ سنة أمضياها في خيام الضفة الغربية، عادا إلى حيفا بعد النكسة ليجدا منزلهما وقد احتلته امرأة يهودية هاجرت من بولندا، وتبنت طفلهما الذي صار جنديا يمضي خدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي. والمسرحية من إخراج كلودين آرتس، ويشارك في أداء أدوارها ممثلون عرب وفرنسيون

No comments: