Monday, July 19, 2010

الانتماء القومي وإشكالية الهوية

النص الكامل لمحاضرة مسئول الدائرة الثقافية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين غازي الصوراني بعنوان الانتماء القومي وإشكالية الهوية وألتي القيت في عدد من الندوات الثقافية المعقودة في مناطق قطاع غزة خلال الفترة من ٢٥ حزيران و ٦ تموز ٢٠١٠

تقديم
إن الوضع الراهن، الذي تعيشه شعوبنا العربية، لم يكن ممكناً تحققه بعيداً عن عوامل التفكك و الهبوط التي بدأت في التراكم منذ اتفاقية "سايكس بيكو" وتجزئتها لوطننا العربي عام ١٩١٦، ووعد بلفور عام ١٩١٧، والنكبة الأولى لشعبنا العربي الفلسطيني عام ١٩٤٨، ثم انهيار الوحدة العربية بين مصر و سوريا في أيلول ١٩٦١، و تطورت بعد هزيمة حزيران ١٩٦٧، و تعمقت و امتدت بعد كامب ديفيد ١٩٧٩ ووادي عربة وأوسلو والحكم الإداري الذاتي وصولا إلى هذه الحالة من الخضوع الرسمي العربي وقبوله بتفكيك وإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية العربية وفق المخطط الأمريكي الذي يجري تطبيقه اليوم في بلادنا، بحيث يمكن القول بأن الربع الأخير من القرن العشرين، والأعوام الأولى من القرن الحادي والعشرين، حملت معها صوراً من التراجع لم تعرف جماهيرنا مثيلاً لها في كل تاريخها الحديث، فبدلاً مما كان يتمتع به العديد من بلدان الوطن العربي في الستينات من إمكانات للتحرر و النهوض الوطني و القومي، تحول هذا الوطن بدوله العديدة و سكانه إلى رقم كبير –يعج بالنزاعات الداخلية و العداء بين دوله-، لا يحسب له حساب أو دور يذكر في المعادلات الدولية، و تحولت معظم أنظمته و حكوماته إلى أدوات للقوى المعادية، فيما أصبح ما تبقى منها عاجزاً عن الحركة و الفعل و المواجهة، في إطار عام من التبعية على تنوع درجاتها و أشكالها السياسية و الاقتصادية و التكنولوجية والثقافية و السيكولوجية، في ظروف فقدت فيها القوى و الأحزاب الديمقراطية الوطنية و القومية و اليسارية قدرتها –لأسباب ذاتية و موضوعية- على الحركة و النشاط و النمو، و تراجع دورها في التأثير على الناس أو على الأحداث من حولها

وبمناسبة الحديث عن الانتماء القومي وإشكالية الهوية تحضر إلى الوعي جملة متداخلة من الأسئلة: ما هي العوامل التي صنعت إخفاق المشروع القومي النهضوي العربي الحديث؟ لماذا انتهى المشروع القومي من مشروع الدولة القومية الموحدة إلى مشروع دولة قطرية لا تحتفظ من القومية إلا بشعارات لا وظيفة لها، إلا ترسيخ موقع الدولة القطرية إياها؟ وما هي طبيعة الدور الذي لعبته الشرائح البيروقراطية والكومبرادورية المسيطرة على أنظمة الدولة القطرية منذ انهيار المشروع القومي في مصر ١٩٧٠ وبداية مرحلة جديدة من التبعية والخضوع للنظام الرأسمالي العالمي؟ وكيف كرست الدولة القطرية في ظل المرحلة الجديدة ما يسمى بعملية إعادة إنتاج التخلف في بلادها بالتحالف المباشر وغير المباشر مع التيارات الدينية السلفية؟ وكيف استفادت الحركات الإسلامية من هذه التحولات، خاصة بعد أن أدت دورها في أفغانستان بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية؟ وصولاً إلى استكمال الهيمنة الأمريكية على معظم بلداننا العربية إلى جانب تفاقم عدوانية وصلف وعنصرية دولة العدو الصهيوني و إصرارها على فرض شريعة المحتل الغاصب, ورفضها التعاطي مع قرارات الشرعية الدولية أو الإعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وحق العودة, الأمر الذي أوصل فكرة "حل الدولتين" إلى أفق مسدود, وبالتالي تزايد إنتشار مظاهر القلق والإحباط في أوساط الشعوب العربية عموما, والشعب الفلسطيني خصوصاً, مع تزايد حالات التفكك الاجتماعي والطائفي والفقر والبطالة التي أدت بدورها إلى استفحال الصراعات والإستقطابات الداخلية على المستوى العربي, واستفحال الصراعات الدموية في الساحة الفلسطينية التي أدت إلى تكريس الانقسام والانفصال بين الضفة وقطاع غزة الذي سيطرت عليه حركة حماس منذ منتصف العام ٢٠٠٧
لاكمال قراءة هذة ألمحاضرة ألقيمة أنقر على ألرابط

No comments: