Tuesday, December 20, 2011

ماهر ألطاهر في ذكرى ألانطلاقة في بيروت: الجبهة ألشعبية تجدد العهد للشهداء الأبرار ولن تتعب وستبقى وفية للمبادئ التي استشهدوا من أجلها، حتى تحرير فلسطين كل فلسطين

أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذكرى 44 لانطلاقتها في مهرجان مركزي سياسي وشعبي حاشد اليوم الأحد    في قاعة رسالات في مدينة بيروت بحضور شخصيات وطنية فلسطينية ولبنانية وعربية وعلى رأسهم عضو المكتب السياسي للجبهة ومسئولها في لبنان مروان عبد العال.
ورحب عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤولها في الخارج د.ماهر الطاهر في كلمة الجبهة بالحضور، معتبراً القيمة الحقيقية لهذا المهرجان الحاشد هو تجديد العهد للشهداء الأبرار بأن الجبهة لن تتعب وستبقى وفية للمبادئ التي استشهدوا من أجلها، حتى تحرير فلسطين كل فلسطين".
واستخلص الدكتور الطاهر في كلمته عدة دروس أفرزتها مسيرة نضالنا الوطني خلال العقود الخمسة الماضية، الدرس الأول فيها هي استحالة الوصول لحل سياسي مع الكيان الصهيوني العنصري الغاشم، مشيراً أن هذا الكيان الاستيطاني الإجلائي العنصري الذي لا يقبل بوجود الآخر ويعمل بكل الوسائل والسبل لتدمير شعبنا وتهجيره.
واعتبر أن حقائق الحياة أكدت أن قضية فلسطين بأبعادها الشاملة كقضية تحرر وطني تواجه مخاطر جادة في ظل تصاعد المخططات الصهيونية يوماً بعد يوم، وفي ظل فشل كل نهج التسوية والمراهنين عليه.
ولفت الطاهر في الدرس الثاني والذي شكّل أحد المنطلقات الأساسية في فكر الجبهة الشعبية واستراتيجيتها إلى الترابط الوثيق بين النضال الوطني الفلسطيني وعمقه وبعده العربي، لافتاً أن قضية فلسطين ترتبط ارتباطاً جدلياً وثيقاً بالواقع العربي تتقدم بتقدمه وتتراجع بتراجعه.
وأكد بأن الجبهة ومنذ انطلاقتها ربطت بين النضال الوطني والقومي في مواجهة المشروع الصهيوني وكيانه الذي يشكل تهديداً حقيقياً للأمة العربية بأسرها، وأكدت الحياة والتجربة الملموسة قيمة هذه الرؤية عندما تم عزل الوضع الفلسطيني العربي عن عمقه العربي وخاصة العمق الشعبي.
وأشار إلى أن الحراك العربي والانتفاضات التي فجرتها الجماهير العربية والتي أطاحت برأس نظام كامب ديفيد وقبل ذلك زين العابدين بن علي، فتحت الطريق لمتغيرات كبرى في الواقع العربي، مؤكداً أن حالة الحراك العربية وحركة الجماهير هذه ناجمة بالأساس عن الأزمات العميقة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها الواقع العربي.
واعتبر أن بناء الديمقراطية بمفهومها الشامل في المجتمعات العربية وتحقيق العدالة والتعددية والانتخابات الحرة وإنهاء التبعية ومحاربة الفساد ستكون المقدمة لبناء المجتمع العربي الحديث والمتقدم، وستكون لصالح القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين ومواجهة المشروع الامبريالي الصهيوني في المنطقة، مشدداً في الوقت نفسه أنه رغم وقوف الجبهة إلى جانب الشعب العربي وتطلعاته في الحرية والديمقراطية والعدالة، فإنها ترفض التدخلات الخارجية الاستعمارية التي تعمل لاحتواء نتائج الحراك الجاري بكل الوسائل والأساليب.
وأكد د. الطاهر في الدرس الثالث على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية كشرط أساسي لتجمع طاقات الشعب في مرحلة التحرر الوطني والديمقراطي لمواجهة المخططات المعادية وانتزاع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، مشيراً أن الجبهة وقعت اتفاق المصالحة في القاهرة رغم كل ملاحظاتها، لأنها تعي وتدرك أهمية ومعنى الوحدة، وانطلت ولا زالت تنطلق من المصالح العليا للشعب الفلسطيني بعيداً عن الحسابات الفئوية الضيقة.
ودعا الطاهر لإجراء عملية تقييم ومراجعة شاملة لمسيرة عملنا الماضية لاستخلاص الدروس ورسم استراتيجية تستند لوثيقة الوفاق الوطني ووثيقة القاهرة عام 2005، داعياً للعمل الجاد والسريع لإعادة بناء وتفعيل المنظمة وترجمة اتفاق آذار 2005، وإجراء انتخابات شاملة للمجلس الوطني الفلسطيني والتشريعي والرئاسة تستند لمبدأ التمثيل النسبي الكامل، وتشكيل حكومة توافق وطني تضم كفاءات فلسطينية وفق معايير النزاهة والكفاءة، وأهمية تحقيق المصالحة المجتمعية ومعالجة آثار وتداعيات الانقسام وإطلاق سراح المعتقلين لاسباب سياسية وتشكيل اللجان الخمس التي تم الاتفاق عليها في وثيقة المصالحة.

وأكد على خيار المقاومة بكل أشكالها السياسية والجماهيرية والمدنية والعسكرية، باعتبارها حق صانته مبادئ القانون الدولي وطالما هناك احتلال فهناك مقاومة.

ودعا لالتقاط فرصة الحوار القادم في القاهرة وعدم ضياع المزيد من الوقت، مؤكداً بأن الجبهة ستعمل لإنهاء الانقسام وليس إدارة هذا الانقسام، في ظل مراهنة البعض على انتظار تطورات سياسية بهذا الاتجاه أو ذاك، معاهداً أبناء شعبنا بأن الجبهة ستعلن لجماهير شعبنا نتائج ما سيجري في القاهرة وتضع الجميع أمام مسئولياتهم.
وشدد الدكتور الطاهر في الدرس الرابع على أهمية وضرورة معالجة هموم الناس ومعاناتهم داخل الوطني المحتل حيث يعيش شعبنا أصعب الظروف وأعقدها في ظل الاحتلال والحصار والاستيطان والاعتماد على المساعدات التي لا يتم دفعها دون ثمن سياسي.
ولفت إلى أن مسئولية الجميع تتطلب توفير عوامل الصمود والوحدة السياسية والاجتماعية والاهتمام بمستوى التعليم والصحة والثقافة، وتعزيز وحماية الصمود المجتمعي والسياسي والاقتصادي والثقافي باعتباره مكون أساسي في مواجهة ما يتعرض له شعبنا من مخططات عدوانية كبيرة.

وبيّن الدكتور الطاهر في الدرس الخامس أن الكيان الصهيوني ومشروعه يعيشان أزمة وجودية لا يمكن الفكاك منها ويحمل بذور فنائه من داخله، وهو ما يفسر تصاعد وتيرة العنصرية بين الأحزاب الصهيونية نحو اليمين والمزيد من التطرف وتوسيع الاستيطان والإعلان عن بناء مليون وحدة استيطانية جديدة في العشر سنوات القادمة.
واعتبر صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ووعي الشعب العربي بمخاطر المشروع الصهيوني واستهدافاته وزيادة عزلة الكيان الصهيوني على المستوى الدولي وتصاعد تأييد شعوب العالم لقضية شعبنا ستساهم في تعميق مأزق هذا الكيان واندحاره عن ارض فلسطين.

وعاهد الطاهر أبناء شعبنا بأن تبقى مدرسة القائد المؤسس جورج حبش والشهيد الرمز أبو علي مصطفى، والأسير الأمين العام أحمد سعدات، وغسان كنفاني وأبو ماهر اليماني وجيفارا غزة ووديع حداد وكل الشهداء على العهد وفية لمبادئها ومنطلقاتها، ولكل شهداء فلسطين والأمة العربية، وستواصل الكفاح حتى تحرير كل ذرة من تراب فلسطين.
وختم موجهاً كلمة للرفاق في الجبهة قائلاً" إن المعنى الحقيقي لذكرى الانطلاقة هو الثبات والاستمرار في مشروعنا الوطني التحريري التاريخي بمزيد من العطاء والتضحية والصمود واستنهاض أوضاعنا وتصليب بنيتنا الداخلية وإنجاز مؤتمرنا الوطني العام السابع بمزيد من الإصرار على التطوير والتجديد في الفكر والسياسة والتنظيم ومعالجة الأخطاء والسلبيات حتى تتحقق كامل أهداف شعبنا العظيم في العودة والحرية والاستقلال

No comments: